أكثر من 200 طفل يولدون خارج المراكز الصحية بمنطقة أوكار

قالت مصادر بجمعية أوكار للتنمية والعمل الإجتماعى إن عدد الأطفال الذين يولدون سنويا خارج المراكز الصحية بمنطقة أوكار (ثلاث مجالس محلية) يقدر بحوالى 200 طفل، وسط انعدام تام للمساعدة الطبية للأمهات الحوامل بالمناطق المذكورة.


وتنعدم المتابعة الصحية أثناء الحمل بالمنطقة، بفعل غياب مراكز صحية يمكن الركون إليها، وغياب التوعية بين الحوامل، وصعوبة التنقل من مناطق أوكار إلى المدن الكبيرة المجاورة (تمبدغه- اعوينات أزبل-  لعيون)، بفعل ارتفاع تكاليف أجرة السيارات العابرة للصحارى، وغياب أي سيارة إسعاف لدى النقاط الصحية الثلاثة بالمنطقة ( لقليه- أكدرنيت- أم الحياظ).

وتشكل النقطة الصحية بقرية أكدرنيت أقرب نقطة لمنطقة أوكار (البوابة الجنوبية)، وهي عبارة عن شقة صغيرة تكفل السكان بها، ولا يوجد فيها سرير واحد، ولا آلة تبريد لتلقيح الأطفال، أو قابلة يمكن للنساء أن يركنوا إليها فى ظل الثقافة البدوية التى لاتزال تحكم المنطقة، لذلك يلدن أطفالهن فى المنازل المجاورة للنقطة الصحية، وتارة تحت الخيام، والبعض يضع جنينه فى الطريق إلى المراكز الصحية بالمدن الكبيرة، حيث يصعب عليه التوجه إلى تلك المدن قبل المخاض.

وتوجد قابلات تقليديات قادرات على ممارسة المهنة، لو تم التعاقد معهن، ووفرت لهن ظروف صحية مقبولة، بيد أن الوزارة المكلفة بالقطاع غير قادرة على توفير قابلة فى كل نقطة صحية، وغير مستعدة للتعاقد مع قابلات تقليديات بعد تكوينهن.

 

 وتقول مصادر الجمعية إنها تخطط لإقامة دورة تكوينية لبعض القابلات المحليات، والعمل من أجل تجهيز غرفة ولادة واحدة على الأقل بالمنطقة يمكن أن يلجأ إليها الناس،خصوصا الحوامل الذين يعانون من أمراض فقر الدم وسوء التغذية، أو ضحايا الزواج المبكر بالمنطقة.

 

وتعيش المرأة الريفية وضعية صعبة، حيث تمتد آلام المخاض فى بعض الأوقات أكثر من ليلتين، وهو مايدفع المحيطين بها إلى تلمس مخارج للواقع المر، عبر توفير بعض الحاجيات التقليدية ، إيمانا منهم بأن والدة الجنين لديها رغبة فى اقتناء بعض الأمور، وأن واقعها المادى، ربما يدفعها للتكتم، وهو ما يؤثر عليها.

وتعرف هذه القضية محليا ب"الشهوة"، حيث يتعب النساء فى جمع الأغراض المنزلية "القدحان" والأغطية، وهاتف نقال، وفى بعض الأحيان يعرض الزوج بيع بعض النوق أو الشياه لتوفير ماتحتاجه الزوجة من أغراض.

وتتولى والدة المرأة أو خالتها توبيخها وإقناعها بأنها ستقتل نفسها مقابل أشياء زهيدة، فى محاولة لدفعها للإنجاب، وعدم التعلق بمقتنيات الغير أو ممتلكاته.

 

زهرة شنقيط – الحوض الغربى

 

----

رئيس جمعية أوكار : واقع المنطقة صعب وآمالنا فى الرئيس كبيرة