قالت رئيسة منظمة العطف والحنان الخيرية محجوبة منت آكاه إن العمل الخيري في موريتانيا يعاني من عوائق عديدة تقف في طريقه . معتبرة أن أبرز تلك المعوقات تتجسد في انعدام ثقة بعض قطاعات المجتمع الموريتاني في الجهات القائمة على العمل الخيري و مذكرة أنه بالرغم من مبررات انعدام تلك الثقة أحيانا نتجية عدم مسؤولية بعض القائمين على بعض هذه المؤسسات إلا أن هذه الصورة النمطية تؤثر سلبا على عمل الجمعيات الخيرية الجادة والمسؤولة .
وأضافت منت آكاه - في مقابلة خاصة أجرتها "معها زهرة شنقيط " - أن غياب الدورات التكوينية حول إدارة المؤسسات الخيرية الهادفة إلى إكساب المشاركين المهارات الإدارية والآليات العملية لرفع مستوى الإشراف والأداء لدى الأفراد والمسؤولين في الجمعيات المستهدفة يُعد كذلك من اهم العوائق التي تحول دون وصول العمل الخيري إلى اهدافه المرسومة له.
وهذا نص المقابلة :
زهرة شنقيط : في البداية حبذا لو أعطيتمونا ورقة تعريفية مقتضبة عن الجمعية وأهدافها؟
محجوبة : أنشأت جمعية العطف والحنان سنة 2007 بسبب إدراكنا لضرورة إيجاد وسائط خيرية لمساعدة الفقراء و المعوزين خصوصا المرضى منهم وذلك لماشاهدنا في الأحياء الفقيرة من انعدام اهتمام الدولة بهم وإهمالها لهذه الشريحة المهمة من ابناء هذ الوطن الذين هم بحاجة إلى مد يد العون لهم.
أما في ما يتعلق بأهداف الجمعية ، فجمعيتنا تهدف إلى مساعدة الضعفاء عموما من فقراء ،ومرضي ، وأيتام,. كما تتدخل في حالات الكوارث لا قدر الله , وكذا محو الأمية .و تأهيل الأطفال الذين يعانون من التسرب المدرسي، ومحاولة إعادتهم إلى المحضن التربوي المتمثل في المدرسة ، إضافة إلى الإعتناء بذوي الإحتياجات الخاصة , و مساعدة المرأة الموريتانية في الريف. هذا بالإضافة إلى الخدمات الصحية المستمرة :حيث أن مجال الصحة في جمعيتنا مجال دائم :..أيام صحية ..شراء أدوية وتوزيعها ..معاينة حالات يرثى لها في المستشفيات.والتواصل مع اصاحبها والتكفل بدوائهم وتكاليف عملياتهم الجراحية احيانا.
زهرة شنقيط : ماهي مجالات تدخل الجمعية ؟, وماهي الوسائل التي تعتمد في ذلك ؟
محجوبة :مجالات تدخل الجمعية تتجسد في الأهداف التي ذكرت لكم في جوابي على سؤالكم السابق , أما عن الوسائل فالجمعية تعتمد بالأساس على وسائلها الخاصة , مثل علاقاتها ببعض الخيرين وماتجود به ايادي بعض المتبرعين الذين يلمسون من حين لآخر عمل الجمعية.
زهرة شنقيط : هل تتوفر الجمعية على رعاية ودعم من جهة مّا؟
محجوبة : الجمعية ليست لها حت الآن رعاية رسمية ومستمرة من أي جهة سوي مساعدة شهرية في مجال الأدوية من شركة "شنقيط افارما" وهي مناسبة لنجدد الشكر للقائمين عليها وندعو الله لهم بالتوفيق وحسن الجزاء ..عدى ذلك ليس هناك رعاية مستمرة تذكر سوى عمليات تبرع الخيرين التي اشرنا لها آنفا.
زهرة شنقيط : هل ثمت نماذج من حالات إنسانية تدخلت جمعيتكم لصالحها؟
محجوبة : هناك الكثير من الحالات الحمدلله التي تدخلت الجمعية في مساعدتها من بينها عل سبيل المثال لا الحصر حالة حينة المريضة بالسرطان والتي تابعت الجمعية حالتها لمدة تسعة أشهر وقد شفيت لله الحمد والجمعية ترعاها هي وبناتها الخمس ..هناك حالةخديجة التي كانت مصابة بمرض غامض تابعت الجمعية حالتها وقد تماثلت للشفاء.. هناك فاطمة بنت محمدن واللتي كانت مصابة بمرض احتباس الماء في الرأس والتي كان علاجها يتطلب أزيد من خمس مئة ألف وفد جمعت الجمعية المبلغ وتم علاجها وشفيت لله الحمد ..هناك الكثير من الحالات التي شفيت وهناك العشرات من أصحاب الأمراض المزمنة التي ترعاها الجمعية .مثل أمراض العجز الكلوي . وأمراض الأعصاب . وأمراض السكري الخ
·
زهرة شنقيط : ماهي أبرز معوقات العمل الخيري في موريتانيا برأيكم :
محجوبة : أبرز معوقات العمل الخيري -وفق نظري- تتجسد في انعدام ثقة بعض قطاعات المجتمع الموريتاني في الجهات القائمة على العمل الخيري وبالرغم من مبررات ذلك احيانا نتجية عدم مسؤولية بعض القائمين على بعض هذه المؤسسات إلا أن هذه الصورة النمطية تؤثر سلبا على عمل الجمعيات الخيرية الجادة والمسؤولة , كما أن غياب الدورات التكوينية حول إدارة المؤسسات الخيرية الهادفة إلى إكساب المشاركين المهارات الإدارية والآليات العملية لرفع مستوى الإشراف والأداء لدى الأفراد والمسؤولين في الجمعيات المستهدفة يعد كذلك من اهم العوائق التي تحول دون وصول العمل الخيري في البلاد إلى اهدافه المرسومة له والمتوخاة منه.
زهرة شنقيط : هل من كلمة أخيرة أو رسالة تودين توجيهها للقراء؟
محجوبة : كلمتي الأخيرة هي دعوة أهل الخير للتوجه لمساعدة هؤلاء المرضى والفقراء فنحن مجرد نقطة وصل بين الخييرين والمحتاجين من أبناء هذا الوطن . كما نطلب من الدولة أيضا مساعدة هذ النوع من الجمعيات الساهرة علي مساعدة الفقراء والمرضى فليس من المقبول ان تظل الدولة بمنأى عن رعاية ودعم مثل هذه المؤسسات والجمعيات . فالعلاقة بين الدولة والمجتمع المدني هي علاقة تكامل وليست علاقة تنافس وهذا ما ينبغي على الدوله أن تدركه وخصوصا إدراكها لضرورة تشجيع المرأة الموريتانية على ممارسة العمل التطوعي وإبراز قيادات ونماذج نسائية رائدة في هذا المجال وفتح آفاق لمشاركتها الفاعلة في إدارة العمل التطوعي والمشاركة في وضع الخطط والمقترحات والأفكار في هذا المضمار.