قررت الحكومة الموريتانية رسميا إطلاق محطة إذاعية محلية بمقاطعة باسكنو، هي الأولى بالمقاطعة الحدودية منذ الاستقلال عن فرنسا 1960.
وشكل القرار تطورا فى تعامل الدولة المركزبة مع الأطراف، ورسالة إيجابية الآلاف من المحرومين من ولوج وسائل الإعلام العمومية، رغم ضبابية الاكتتاب والبرامج، ومدى حضور أبناء المنطقة فى المؤسسة الجديدة، التى أشرف عليها وزير الثقافة والعلاقات مع البرلمان.
غير أن التحدى الأكبر هو كيف ستتعامل الإذاعة الوطنية مع 50 ألف لاجئ من إقليم أزواد المجاور يوجدون الآن بمقاطعة باسكنو؟ وهل ستفرط فيهم وتتركهم للاهمال والفراغ أم سيجدون فرصة فى الإذاعة الجديدة؟
وكيف تتحمل الدولة الموريتانية التكلفة الأمنية والإنسانية لهؤلاء، دون أن تكون قادرة على إشراكهم فى تفاصيل الواقع الذى يعيشون فيه، وتطورات الأوضاع السياسية والإقتصادية المحيطة بهم، ومايقدم لهم من خدمات جليلة من الدولة والمجتمع الموريتانى؟
ناهيك عن حقهم كمقيمين على أرضنا فى أن يتمتعوا بحقوق البشر العادية ، وأبرزها الحق فى التعلم والتوجيه ، مع مايضمنه من تواصل وتعزيز للروابط الإنسانية وتأثير فاعل فى الأفراد والمجتمعات.
أتمنى أن تكون إدارة الإذاعة الوطتية والوزارة على قدر التحدى، وأن تكون هذه المشاريع الإعلامية خادمة للقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب، وان ينال ضيوف البلد ماهم بحاجة إليه من توجيه وترشيد وتثقيف وتأطير وترفيه.
سيد أحمد باب / مدير زهرة شنقيط