هل استلمت النخبة السياسية رسائل الرئيس؟

حرص رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى فى مؤتمره الصحفى الأخير على توجيه رسالة واضحة للنخبة السياسية بموريتانيا، والتى بدأت بعض أطرافها فى التململ، والظهور بمظهر المعارض للرئيس ونهجه خلال الأسابيع الأخيرة.


 

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ألمح إلى تمسكه بالرغبة التى عبر عنها فى خطابي الترشح والتنصيب، وهو "العمل فى جو من الهدوء"، لكنه لم يغلق الباب أمام أي احتمال آخر.

 

وقال رئيس الجمهورية للصحفيين بأنه يفضل العمل فى جو من الهدوء، وأن التحديات التى تواجه البلد كبيرة والمطلوب من الرئيس والحكومة أكبر. لكنه فى النهاية ذكر مناوئيه أو معارضيه المتحمسين للتصعيد بأنه يدرك أن "الهدوء المطلق غير ممكن فى الحياة"، وأن طبيعة الأنظمة الديمقراطية تفرض وجود أغلبية تحكم ومعارضة تراقب وتنتقد. فاتحا المجال أمام من يريد التحول من معسكره إلى المعارضة أو من يريد من معسكر المعارضة أن يخرج من وضعية الهدوء التى ميزت الأشهر الأولى من حكمه إلى المشاكسة وتجريب الحراك المناوئ للرئيس والحكومة من جديد.

 

 الرئيس الذى خسر أحد داعميه خلال الفترة الأخيرة (الرئيس مسعود ولد بلخير) بعدما خسر أبرز رفاقه فى الأشهر الثلاثة الأولى من حكمه ( الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز) أراد أن يبلغ القوى السياسية بأنه ماض فى تسييره للبلد، وفق الرؤى التى أقتنع بها والخطط التى أقرها مع معاونيه، وأنه لن يخضع للابتزاز، تحركت الساحة السياسية أم مالت للركود، مع تذكير الجميع بأن الهدوء فى مصلحتهم كقوى سياسية خارج السلطة الآن، فالبلد يمر بتحديات كبيرة وتطبيع الحياة السياسية مدخل مهم من مداخل التنمية بموريتانيا.

 

ويعتمد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى على تعزيز قاعدته الشعبية، عبر احتواء بعض المعارضين السابقين، وقد نجح فى ذلك (حاتم – عادل – قوى شبابية أخرى وبعض رموز التيارات السياسية البارزة فى الساحة المحلية خلال العقود الأخيرة)، والدفع باتجاه إقناع بعض القوى الأخرى بعمل يمكث فى الأرض وينفع الناس، فهل تستوعب النخب السياسية رسالة الرئيس وتستثمر فى التقارب الذى فتح بابه؟ أم يغريها ألق المعارضة والتصعيد فى وجه الحكام، من إعادة تجريب دورة شديدة من الانقسام المجتمعى والسياسى بموريتانيا؟.

 

زهرة شنقيط