كشفت النتائج الهزيلة لزيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى الرياض عن وجود خلاف عميق فى وجهات النظر، كان محل ملاحظة واستهجان من قبل كل الدوائر السياسية والإعلامية التى توقعت أن تكون زيارة الرياض فرصة لتعزيز قدرة الحكم الجديد على ممارسة مهامه، وأن تكون نتائجها على قدر العلاقة بين الطرفين.
غير أن السر الذى وتر الأجواء ودفع الرياض إلى التعامل ببرودة غير متوقعة مع رئيس منتخب كالرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى تم كشفه اليوم فقط ، بعد أشهر من تاريخ الزيارة الصادمة لدوائر صنع القرار بموريتانيا.
موفع "أفريكا إنتلجنس" كشف عن ضغوط سعودية حاول نجل الملك السعودى الشاب محمد ابن سلمان ممارستها على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى من أجل دفعه إلى إعادة العلاقات الموريتانية الإسرائيلية إلى سابق عهدها، وهو ماشكل صدمة لرئيس يقدم نفسه كتتويج لمسار من الإصلاح والتوافق، ويتطلع إلى تعزيز استقرار بلده، وتطبيع العلاقة مع النخبة السياسية الفاعلة فيه ، بدل العودة إلى الصدام من أجل علاقة مرفوضة من الشارع ومحاصرة من النخب، ومحل إحراج للحكام داخل العالم العربى خلال الفترة الحالية.
انتهت الزيارة دون دعم سعودى، ولم يتعب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى نفسه بكتابة تغردة على الأقل تثمينا لما تم التداول فيه، وغابت السعودية عن بيان مجلس الوزراء، وصمت أغنية العلاقات التاريخية فى انتظار جولة جديدة من النقاش، تكون الأولوية فيها للعلاقات الثنائية، بدل تسويق محتل غاصب للأرض ومنتهك للعرض ومتغطرس فى تعامله مع الغير.