أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم الاربعاء بباماكو خلال الجلسة الختامية للقمة ال 17 لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في اللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف، دعم موريتانيا الثابت لهذه المنظمة.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
"السيد الرئيس ابراهم ببكر كيتا
السيد الرئيس ادربيس ديبي اتنو
السادة رؤساء الدول والحكومات
السادة رؤساء الوفود
السادة والسيدات
أود في البداية أن أوجه تشكراتي الخالصة لفخامة الرئيس ابراهيم ببكر كيتا ومن خلاله إلي الحكومة والشعب المالي الشقيق، على الاستقبال الحار والضيافة الكريمة اللذين كنا موضعا لهما منذ وصولنا إلى هذه العاصمة الجميلة باماكو.
وأود كذلك أن أهنئ وأشكر أخي صاحب الفخامة إدريس دبي اتنو، رئيس جمهورية اتشاد الشقيقة، على الجهود الكبيرة التي بذلها طيلة مأموريته على رأس مؤتمر قمة رؤساء دول وحكومات "سيلس" من أجل ترقية التعاون والتكامل بين الدول الاعضاء في المنظمة.
وأنتهز هذه الفرصة كذلك لأعبر عن تمنياتي بالنجاح والسعادة لاخي صاحب الفخامة إبراهيم ببكر كيتا، بمناسبة توليه مهامه كرئيس دوري لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات في "سيلس".
أصحاب السعادة،
السادة والسيدات،
تنعقد القمة ال17 لرؤساء دول وحكومات "سيلس" في ظرف يتميز بالعديد من التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تفرض علينا مضاعفة الجهود بغية مواجهتها.
وفي هذا الاطار يلعب "سيلس" دورا محوريا يتمثل أساسا في إنارة أصحاب القرار، قادة الدول الاعضاء، حول الرهانات والاجراءات المناسبة خدمة لتنمية أفضل لدولنا وتنفيذا ومتابعة لقرارات مختلف هيئات المنظمة.
وبهذه المناسبة، لا يفوتني أن أوجه تهانئي الحارة لقادة "سيلس" على الجهود التي بذلوها طيلة ما يقارب نصف قرن، لمصلحة سكان الساحل بفضل تجربتهم المؤكدة وتفانيهم في العمل من أجل مواجهة مختلف العراقيل والصعوبات التي أخفقت منظمات أخرى مثيلة في مواجهتها.
أصحاب السعادة، أيها السادة والسيدات،
رغم الحصيلة الكبيرة والايجابية التي حققتها "سيلس" منذ نشأتها تجد دولنا تحديات متعدد وصعوبات تشكل أيضا عراقيل أمام التنمية التي تطمح اليها شعوبنا، حيث أن هناك شرائح واسعة في الساحل لا تزال تعاني من الفقر ونقص الغذاء.
إن للتغيرات المناخية انعكاسات سلبية من بينها تناقص الامطار وتراجع الانتاج الزراعي وظهور كوارث وظواهر طبيعية لا تزال تعزز هشاشة الوضع في الساحل.
السادة والسيدات،
إننا مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لمحاربة الفقر وجميع أشكال التخلف من أجل الارتقاء بمجتمعاتنا إلى مصاف الدول المتقدمة في المجالات التكنلوجية والعلمية والاقتصادية والثقافية.
إن لدينا المصادر الضرورية البشرية والمادية ووعيا لهذه الحقيقة وبالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عواتقنا نعمل في موريتانيا على التصدي الفعال للفقر مركزين جهودنا على تعزيز البنى التحتية ومضاعفة أعداد المستشفيات والطرق المعبدة والمؤسسات التعليمية، فضلا عن توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب.
وعلى صعيد آخر، يشكل القطاع الزراعي أداة النمو الرئيسية حيث يحتل الصدار في السياسات العمومية والاستراتيجيات التنموية من أجل تحقيق الامن الغذائي والرفع من قدرة السكان على التكيف.
وقد تجاوزت الانجازات في هذا القطاع جميع التوقعات وعرفت الاستصلاحات المائية والزراعية وأعداد المساحات المستصلحة توسعا غير مسبوق.
وعلى سبيل المثال، ارتفع الانتاج الزراعي في مجال الارز، لتنتقل الاستجابة لحاجيات السكان من 35 بالمائة سنة 2009 إلى 70% سنة 2014 بفضل إمكانياتنا الذاتية ودعم شركائنا في التنمية، الدوليين والاقليميين في شبه المنطقة وخاصة "سيلس"، وسنواصل الاهتمام بهذا القطاع.
السادة والسيدات،
اسمحوا لي أن أعبر باسم الجمهورية الاسلامية الموريتانية، العضو المؤسس ل "سيلس" عن دعمنا المطلق لهذه المنظمة ولن نألو جهدا في دعم برامجها على المستوى الوطني وفي شبه المنطقة وعلى مستوى القارة.
كما نشجعها أيضا على، أن تقوم بالعمل، مع المحافظة على خصوصيتها، على تعزيز التعاون مع جميع الشركاء في التنمية وعلى وجه الخصوص المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الاقتصادي النقدي لدول غرب افريقيا.
وأشكركم وأتمنى لأشغالكم النجاح".