هل أقتنع شيخ الإسلاميين بعجز الحكومة عن الإصلاح والتغيير؟

شكل خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى وسلوكه الأخلاقى تجاه معارضيه رسالة بالغة التأثير فى صفوف الأحزاب والحركات المناوئة للسلطة منذ عقود. بيد أن ضعف أداء الحكومة واستشراء الفساد ورتابة الأعمال الإدارية منغصات منعت الجميع من الشعور بفرحة التحول الذى عاشته موريتانيا يونيو 2020.



الرئيس السابق محمد جميل ولد منصور يعتبر أبرز قادة التيار الإسلامى الذى عبروا عن ارتياحهم الخطوات الإيجابية التى أتخذها الرئيس، ووقف فى وجه دعاة التصعيد المبكر ودافع عن الأمل الذى فتحته انتخابات يونيو، وكانت تغريداته وتدويناته وتصريحاته أبرز ما أستوقف النخبة السياسية والإعلامية خلال الأشهر الأخيرة.

غير أن فشل حكومة المهندس اسماعيل ولد بد ولد الشيخ سيديا فى ترجمة انغتاح الرئيس إلى واقع، واستمرار النظرة الاقصائية لمكونات سياسية واجتماعية بعينها، وضعف مواجهة الفساد ورموزه، والعجز عن القيام بدور طلائعى يترجم أقوال الرئيس وتوجهاته إلى حقائق على الأرض ، أشعرت الرجل وغيره بعجز الحكومة عن التغيير والنخبة الحاكمة عن مسايرة التحول، ودفعته هو وغيره إلى إطلاق صافرة فى وجه المهندس ورفاقه. ولعل الخلاصة الأخيرة التى غرد بها الرجل كانت كافية لتجسيد هذا الشعور وتعزيز هذا الإحساس. فقد كتب ولد منصور قبل ساعات " ‏للأمل أسباب مازال أغلبها موجودا ولليأس دوافع ظهر بعضها،

والسلوك في مستقبل الأيام اتجاه قضايا مثل الفساد وترهل الإدارة ورتابة التدخلات وجودة وسرعة الأداء محدد رئيسي لاتجاهات الأمور، يحفظ لنا الأمل أو يعزز في النفوس منسوب اليأس". فهل يعيد الرئيس ترتيب أوراقه؟ أم أنه استسلم لأبرز رجال العشرية وخططه فى الحكامة والتسيير، بعدما أختار أن يتوج له مساره الوظيفى بمنصب الوزير الأول، بعد توليه وزارة التشغيل، وقبلها الإسكان والمنطقة الحرة واعمار الطينطان فى نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذى كان مدير حملته بنواكشوط وأحد وجوهه البارزين، قبل أن يغادر منصبه مقالا لامستقيلا كما هو حال العديد من رفاقه السابقين.