ولد أحبيب يكشف لزهرة شنقيط كواليس دعمه المبكر للرئيس (مقابلة)
قال الكاتب الإعلامي والصحفى بشبكة الجزيرة محمد عبد الله ولد أحبيب إن المعادلة كانت بالنسبة له واضحة غداة الانتخابات الرئاسية 2019، لذا قرر دون تردد دعم المرشح محمد ولد الشيخ الغزوانى.
وأضاف فى مقابلة مع موقع زهرة شنقيط اليوم السبت 25 يوليو 2020 " بعيدا عن أي عاطفة، أو تشبث رومانسي بالشعارات الحالمة. عرضت معايير المفاضلة بين المرشحين على منطق العمل الوطني، آخذا في الاعتبار؛ تجارب السنين الفارطة، وميزان القوة السياسية، وحالة البلد، والتحديات التي يواجه، والفرص المتاحة أمامه، وضرورة وجود رجل قوي يمتلك أوراقا داخل النظام القائم، ويستطيع العبور بالبلد إلى مرحلة ما بعد هذا النظام تنمويا، وسياسيا، ومؤسسيا، وأخلاقي".
وخلص ولد أحبيب إلى القول " وحين ناقشت بعض قيادات التشكيلات المعارضة، ووجدت المنطق الحزبي هو المتحكم في تفكيرها.
حزمت أمري، وارتأيت أنه لا معنى لقناعة لا تؤدي إلى موقف. ودعمت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وأظن أن الأيام أثبتت أن التقديرات التي سقتها في مقالي المعنون "فرصة غزواني" كانت في محلها (وهو منشور في فبراير 2019 قبل إعلان غزواني الترشح رسميا".
وهذا نص المقابلة :
زهرة شنقيط: كيف اخترتم دعم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني؟
محمد عبد الله ولد أحبيب : شكرا لكم أصدقائي الأعزاء في موقع زهرة شنقيط على إتاحة هذه الفرصة. كانت المعادلة بالنسبة لي واضحة غداة الانتخابات الرئاسية 2019؛ وبعيدا عن أي عاطفة، أو تشبث رومانسي بالشعارات الحالمة. عرضت معايير المفاضلة بين المرشحين على منطق العمل الوطني، آخذا في الاعتبار؛ تجارب السنين الفارطة، وميزان القوة السياسية، وحالة البلد، والتحديات التي يواجه، والفرص المتاحة أمامه، وضرورة وجود رجل قوي يمتلك أوراقا داخل النظام القائم، ويستطيع العبور بالبلد إلى مرحلة ما بعد هذا النظام تنمويا، وسياسيا، ومؤسسيا، وأخلاقيا.
وحين ناقشت بعض قيادات التشكيلات المعارضة، ووجدت المنطق الحزبي هو المتحكم في تفكيرها.
حزمت أمري، وارتأيت أنه لا معنى لقناعة لا تؤدي إلى موقف. ودعمت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وأظن أن الأيام أثبتت أن التقديرات التي سقتها في مقالي المعنون "فرصة غزواني" كانت في محلها (وهو منشور في فبراير 2019 قبل إعلان غزواني الترشح رسميا).
زهرة شنقيط : بعد سنة من حكمه هل أنتم مقتنعون بصحة المسار؟
محمد عبد الله ولد أحبيب : قد يظن البعض أني مبالغ إذا قلت إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يخيب لي ظنا في موقف واحد من مواقفه حتى الآن. وربما جاء فوق التوقعات في بعضها. أتحدث عن عمله كرئيس للجمهورية، بالمعنى الدستوري والسياسي، وبمعنى رجل الدولة. سامحوني إذا أطلت هذا الجواب قليلا.
عندما أقول كرئيس للجمهورية فأنا لا أعني وزيرا لوزارة كذا، أو مديرا لشركة كذا، أو محاسبا في مصرف كذا. أو ضابطا مداوما في مفوضية كذا، أعني رئيس الجمهورية كراسم للتوجهات الكبرى، ومتخذ للقرارات العليا، وحاسم في قضايا الهامة.
أعني رئيس الجمهورية من حيث وضوح الرؤية، ومن حيث القدرة على إنفاذها بطريقته الخاصة وبأسلوبه المميز.
أعتقد أنه خلال هذا العام الصعب الذي ارتبكت فيه كل الدنيا بسبب جائحة كورونا، استطاع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يعيد إلى الدولة جزءا كبيرا من هيبتها، وأن يعيد إلى الوظيفة جزءا كبيرا من معناها. استطاع أن يعيد إلى موقع الرئاسية مكانته كحاكم بين أجهزة الدولة، ومؤسساتها، وموجه أعلى للقوى السياسية وليس مناضلا حزبيا في إحدى تشكيلاتها.
عدنا إلى معرفة أسماء المسؤولين، وأصبح لحضورهم معنى، ولم نعد مختزلين في صوت واحد وصورة واحدة، وشخص واحد.
لهذا السبب وقع بعض الارتباك لدى من أسندت إليهم مهام، فأغلبهم ينتظر أن يعطى حزمة أوامر دقيقة ينفذها، أو لا ينفذها، ويشبك ساعديه في انتظام حزمة جديدة، وبعضهم يشتط في استعمال ما يظنه صلاحيات، ويتوسع يعتقد أنه يملأ فراغات، وكلاهما مخطئ، ولكن تصحيح خطئهما يحتاج وقتا، وجهدا.
في هذه السنة الصعبة؛ استعادت المعارضة صفتها الوطنية كشريك ولم تعد "مجموعة مرتزقة مدعومين من الخارج" واستعاد الخطاب السياسي شيئا من عافيته ولم يعد صراع ديكة، استعاد الإعلام مساحة من الحرية، ومنح مساحة للاهتمام بحياة المواطن. ومساحة للصوت المعارض، وسويت مظالم قديمة.
في هذه السنة بدأت حرب حقيقية على الفساد غير مكتفية بالشعارات، ولا معولة على الخطابات الرنانة، ووضعت لبنة صلبة في التأسيس للمحاسبة الرصينة قضائيا، وبرلمانيا، وتخلصنا من العمل الانتقائي في توجيه التهم الغُفْل، والسجن بجريمة وبدونها. ووضعت لبنة أخرى في تأسيس منهج الشفافية في التعاطي مع الشأن العام.
في هذه السنة، وأرجو أن تكتبوا هذا بخط عريض، تخلصنا من نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز دون أن تراق قطرة ماء. وأعود وأقول إنه ما كان بإمكان أحد أن يفعلها غير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. إنني أعتقد أن في الطريقة التي تمت بها حماية التناوب، تحصين مبدئي من الانقلابات العسكرية وإنهاء لحقبتها.
كنت أقول في النقاشات قبل الحملة الانتخابية وأثناءها إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيفتح القوس التي أغلقت عشية الانقلاب على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وأظن أنه فعلها. وكان الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يقول إن البلاد ستشهد تغييرا هادئا، ولكنه عميق وجذري، وأنا أقول الآن إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يفعلها، ويقود تغييرا هادئا، وجذريا، واستراتيجيا.
أدرك أن كثيرا من الناس، خاصة من ذوي الزاوية الضيقة في تقييم الأمور، قد لا يعي هذه الجوانب، وقد لا يدرك تأثيرها العميق على الحياة العامة، ولا على الأفراد، ولكن من قرأ التاريخ وشاهد الواقع يدرك أن التغيير يبدأ من تغيير المفاهيم، وأن التوجهات الاستراتيجية لا تحقق ثمارا بين في سنة أو اثنتين.
زهرة شنقيط : ما هو أبرز قرار ارتحتم له منذ تنصيب الرئيس؟
محمد عبد الله ولد أحبيب : على المستوى العاطفي؛ كان مشهد منصة الاستقلال في أكجوجت أكثر مشهد أثر في. وعلى المستوى الاستراتيجي، أعتقد أن تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية في بعض صفقات العشرية الماضية كان من أهم القرارات التي اتخذت، بغض النظر عن النتيجة. هناك بعض القرارات تعطي نتيجتها بمجرد اتخاذها، وأظن أن منها هذا القرار. يحسب هذا القرار للرئيس من باب حماية حق السلطة التشريعية في القيام بدورها. ومن باب حماية الإرادة السياسية والتشريعية لنواب الأغلبية الداعمة للرئيس، وليس من باب اتخاذ القرار نفسه، فهو قرار برلماني.
وأظن أن موقف السلطة من انتخابات هيئة المحامين لم يعط حقه من التعليق؛ فهو يمثل ثورة على النمط التقليدي لممارسة السلطة منذ الاستقلال إلى اليوم.
زهرة شنقيط: ما الذى تعتقدون أنه كان يمكن أن يقوم به ولم يقدم عليه إلى الآن؟
محمد عبد الله ولد أحبيب : أكره التعليق على القرارات الإجرائية لصعوبة معرفة ملابساتها الدقيقة، ومع ذلك أظن أن ستة أشهر من العمل الحكومي كافية لإجراء تقييم أولي للطاقم الوزاري يسمح بإعادة تشكيله، وإعطاء رسالة قوية بشأن العمل بمبدأ المكافأة والعقوبة. كما أظن أن إعادة التوازن للعلاقات الخارجية بين المحاور العربية؛ في المشرق والمغرب كان يمكن أن يتخذ. وهو مؤثر في الصورة العامة سلبا وإيجابا.
زهرة شنقيط : شكرا لكم .