أبرز المتضررين من زيارة الرئيس (خاص)

شكلت زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية لعصابه أسوء محطة في مساره حراكه الأخير نحو الداخل، بفعل ضعف التنظيم وسوء الإخراج، والمواقف التي تعرض لها بعض أطر الولاية بشكل مقزز وغير مسؤول.

 

ولعل أكثر الخاسرين من الزيارة هو والي لعصابه الذي دخل في مهاترات كبيرة مع أطر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا، وبعض أطر المعارضة، ووجهاء المجتمع، قبل أن يتوج مساره بالإساءة لرموز الحكومة ونواب البرلمان داخل المطار.

 

ولعل صدامه المبكر مع رجل كيفه القوي سيدي محمد ولد محمد الراظي كان أبرز أخطائه، حيث أثبت أنه غير قادر على استعاب التحول الحاصل بالبلد أو تسيير ولاية بحجم لعصابه، وأطيافها القبلية والسياسية المختلفة، والتعامل مع رموز المجتمع الذي انتدب لتسيير شؤونه من قبل وزارة الداخلية عن طريق الغلط.

 

غير أن تهديده الفج لرموز المجتمع بدفع الثمن ان حصل شغب أو تكدير لصفو اجتماع الرئيس بالأطر، كانت حقيقة أقرب للمزحة، وانتفاخة تظهر ضعف صاحبها، ونرفزة تكشف مستوي الهشاشة الذي آلت إليه النخب العاملة في الداخلية بموريتانيا أو بعضها علي أصح تقدير.

 

أما الخاسر الثاني فكان بعض الأطر، ممن تحولوا من رموز مجتمع إلي نخبة تتصارع مثل الأطفال، ويتبادلون الشتائم والعراك في أروقة المطار والولاية وعلي الرصيف، في مشهد مقزز.

 

وقد كانت حرب النائب والرئيس، والعمدة والتاجر أبرز مظاهره.

 

ولعل ترميم العلاقة القائمة بين الأطراف بعد الزيارة، قد يكون أصعب من ترميم شوارع الولاية الهشة، كما أن استعادة الوالي لثقة من عينه أو من عين له قد تتطلب الكثير من الوقت والجهد، مالم يتدخل الرئيس لإنهاء مساره بالولاية وتحويلها إلي أخري أو إعادته للداخلية من أجل أخذ قسط من الراحة وتعلم فنون المعاملة وحسن استقبال الضيوف.