لقد شهدت الساحة السياسية والإعلامية في الأسابيع الماضية حراكا غير مسبوق علي وقع نتائج تقرير اللجنة البرلمانية حيث انقسم الرأي العام إلي فسطاطين أحدهما يري أن هذا التقرير سيظل حبيس أدراج مكاتب الوزير وأخر يري بشائر تغير حقيقي تلوح في الأفق في أساليب التعامل مع قضايا الشأن العام خاصة منها ما يشغل بال الرأي العام وأنها ستكون منطلقا حقيقيا لحرب الفساد لكن هذه المرة دون ضجيج ولا بهرجة إعلامية، ومع إحالة التقرير إلي النيابة العامة دخلنا مرحلة جديدة أصبح الكل يتوجس خيفة ثم جاءت البيانات والمقالات تتري من بعض المشمولين في التقرير ولسان حالهم يقول اليوم يفر المرء من أخيه وصاحبه لكل شأن يغنيه، ثم جاءت استقالة الحكومة أو اقالتها علي الأصح لتقطع الشك باليقين و أن الأمر قضي بليل وأن الحرب على الفساد أبوابه شرعت وجاء إعلان الحكومة الجديدة شكلا ومضمونا ليرسل رسائل نوجزها في ما يلي:
• رسائل ايجابية
1ان رئيس الجمهورية بوصفه حامي الدستور يؤمن إيمانا كليا بضرورة إحترام فصل السلطات ويطبقه فعلا لا قولا وأن هذا خيار استراتيجي لديه لا رجعة فيه.
2-أعتماد مبدأ أن البراءة هي الأصل لكن الأعراف السياسية تقتضي شيئا آخر وهو ما تجلي في خلو التشكيلة الجديدة من الشخصيات المشمولة في التقرير دون استثناء مع إمكانية الإستفادة منهم لاحقا إن ثبتت البراءة وهي لغة جديدة دبلوماسية ولبقة.
3- الاحتفاظ بجل الطاقم القديم وهو ما يؤدي إلي استقرار وظيفي يمكن من تطبيق السياسة العامة للرئيس وعدم هدر الوقت في التخطيط والتنظير .
4- إرسال رسالة إجتماعية بالغة الدلالة من حيث تولي كافة الشرائح الاجتماعية لمناصب عليا وهو ما ستعكسه جلسة مجلس الوزراء
* الرسائل السلبية.
1- تبادل وزراء في مناصب مختلفة وهذا مخالف للمنطق السليم فالوزير أمام احتمالين لا ثالث لهما فإما فاشل أو عاجز فالأولى تنحيته أو ناجحا فيترك في القطاع الذي لديه حتي يستكمل انجازاته.
2- عدم مراعات التوازنات المناطقية والسياسية فنري مقاطعة ممثلة بخمس وزارات وأخري لا تقل عنها كثافة سكانية ولا حيوية سياسية غير ممثلة وأحزاب سياسية من الأغلبية ممثلة وأخري أقرب هي إلي المغضوب عليهم.
3- إبعاد الشخصيات السياسية التى حملت عبء تسويق البرنامج الإنتخابي لرئيس الجمهورية في الحملة الإنتخابية من(طواقم الحملة والشخصيات السياسية التي ابلت بلاء حسنا في الحملة)تركها علي قارعة الطريق.
4- عدم تمثيل شبابي في الحكومة إذا ما استثنينا حالة واحدة.