قرر الرئيس محمد ولد عبد العزيز انهاء العزلة التي عاشتها قري "بومديد" في ولاية لعصابه بعد خمسة عقود من التهميش والنسيان، مهديا رفيق دربه، وأبرز أركان حكمه قائد الجيوش العامة اللواء الركن محمد ولد الغزواني أبرز رسائل الود والتقدير بين ذويه دون الزامه بالحضور أو الاستقبال مع المستقبلين.
الرئيس وقع قبل المغادرة إلي ولاية لعصابه صفقة طريق "بومديد – كيفه" بتكلفة تتجاوز 13 مليار أوقية علي الميزانية العامة للدولة، دون انتظار التمويل الخارجي أو دراسة الجدوائية، وهو قرار شكل أبرز هدية تصورها سكان المقاطعة المعزولة عن العالم الخارجي.إنها بركات الجنرال غزواني كما يقول السكان.
ليست الطريق وحدها ما تسلمه اللواء الركن محمد ولد الغزواني أو القاعدة الشعبية الداعمة له من الرئيس والحكومة، فلقد قرر الرئيس تنشيط مركز المدينة الصحي، وتفعيل اعدادية المقاطعة الوحيدة، وترميم المدارس الابتدائية فيها، وتمويل السدود الثلاثة التي يعتمد عليها سكان المقاطعة في الزراعة، وإلي حقولها يطمئن زهاد "القظف" بعيدا عن صخب الحياة،وتحت ظلال الأشجار المحيطة بها ترتفع أصوات حلق الذكر وتلهج الألسن بالذكر الحكيم، مع رسالة أخري أكثر إيجابية للرجل الذي تحمل هم قيادة البلاد لشهرين هما الأصعب في تاريخه المعاصر، رغم مخاض الربيع العربي وحراك الداخل المتوثب لملأ فراغ كانت تقديرات البعض تراه قاب قوسين أو أدني لولا لطف العزيز ويقظة جنرال قرر ملأ الفراغ إلي حين استعادة الرجل القدرة علي تسيير المنصب الذي انتخب له أو انقلب علي سلفه من أجل تسييره.
منزل اللواء الركن محمد ولد الغزواني وليس مقر حاكم المقاطعة هذه المرة هو النقطة التي إليها انتهي رأي الرئيس بشأن الإقامة والسكن، ففي "بومديد" لامجال للبحث عن حل وسط أو اظهار الحياد بين الفرقاء، مستوي الخلاف المحلي لايرقي إلي حجم الثقة والدعم الذي يريد الرئيس أن يوصله للساسة داخل المقاطعة وخارجها، فاللواء غزواني شريك مسار، ورفيق تحدي،قبل أن يكون مجرد داعم للرئيس أو مقرب من رأس السلطة الحاكمة بموريتانيا.
إلي سد بومديد حمل وزير الزراعة ابراهيم ولد امبارك ولد محمد المختار كل مطالب المزارعين، وإلي مركزها الصحي حمل المدير الجهوي ماخف من متاع لتجهيز أسرة المركز قبل زيارة الرئيس، وفي أروقة المدينة قرر الرئيس الذهاب سيرا علي الأقدام إلي منزل ولد الغزواني رغم تحضير السيارات الرئاسية في اشارة إلي تقديره الخاص لسكان المقاطعة المذكورة.
وفي مركز المدينة زار الرئيس المدرسة (2) حيث درس رفيق دربه قبل خمسة عقود فيها ضمن الدفعة الأولي من أبناء المقاطعة، قبل أن تلقي به الأقدار إلي ميدان السلاح كضابط في الجيش الموريتاني الذي بات اليوم عنوانه، وأول من يحمل رتبة لواء ركن داخل صفوفه.
جملة رسائل أراد الرئيس اليوم ارسالها لصديقه وذويه، كانت معالم الارتياح لها بادية علي الأوجه، وكانت مظاهرها جلية لأصحاب الرأي المتابعين لزيارة لعصابه هذه الأيام.
زهرة شنقيط