شكلت الأسابيع الأخيرة حالة من الاستقطاب غير المسبوقة داخل جامعة نواكشوط بعد اعلان الجامعة عن تحديد موعد لانتخابات الطلبة بموريتانيا بعد سنوات من التأجيل والغاء التمثيل اثر الصدام العرقي الخطير الذي أذكته بعد أطراف الحكم بموريتانيا.
وشكل الموعد أبرز تحدي أمام التيار الإسلامي في جامعة نواكشوط أو الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا باعتباره ضحية لقرار جائر حرمه الفوز بتمثيل الطلبة سنة 2011، حينما قرر رئيس الجامعة اسلكو ولد أحمد ازدبيه توقيف فرز النتائج بعد أن مني الاتحاد المحسوب عليه في الجامعة بالهزيمة، وقرر الزج بالحرم الجامعي في أتون حرب عرقية ذات أضرار خطيرة علي البلد وانسجامه مكوناته من أجل الغاء النتائج والتحكم في المشهد الطلابي لفترة طويلة.
كانت كل المعطيات الواردة من مكاتب التصويت تفيد باكتساح الإسلاميين للمشهد الطلابي، وكانت حسرة الرئيس ووزير تعليمه ساعتها أحمد ولد باهية كبيرة بفعل الأمل الذي عاشوا عليه جراء سلسلة من التقارير الكاذبة من قبل بعض أعوان الإدارة وطلاب الجامعة الموالين لها في مشهد مربك ومثير للاهتمام.
لكن اعلان رئيس الجامعة الجديد سيدي ولد عبد الله عن موعد الانتخابات الجديد شكلت فرصة للإسلاميين من أجل التأكيد علي أحقيتهم بالفوز، والعمل من أجل المحافظة علي الثقة التي منحها الطلاب للاتحاد الوطنى لطلبة موريتانيا منذ تأسيسه قبل خمسة عشر سنة بجامعة نواكشوط.
كانت حملة قصيرة (ثلاثة أيام فقط)، وكانت الإدارة صاحبة الكلمة الأولي في المكاتب وتسيير الدعاية الانتخابية وفرز النتائج، لكن كانت تضحيات الجيل الشبابي المسير للمؤسسة النقابية الأبرز بموريتانيا كانت خير ضامن للاستمرارية وفرض الخيار الأبرز داخل جامعة نواكشوط.
من خلال جولة سريعة داخل الجامعة يمكن اكتشاف حجم التفاوت بين معتمد على شرعية الانجاز، وبين مدعوم من الدولة أو الحزب أو مستغل للعرق والقبيلة من أجل قطف مقعد أو اثنين داخل مجالس الطلبة ضمن مسار يتقن أصحابه شتم وتشويه الإسلاميين، لكنهم غير قادرين علي تقدير البديل أو غير راغبين فيه.
يتحرك مسؤول العمل الخدمي داخل الاتحاد أو شؤون الطلبة بلغة الأكاديميين، وفي جبينه آثار الضرب دفاعا عن مصالح الطلاب، ويتحرك آخرون وهم يوزعون الدخان علي في الشوارع وداخل المدرجات للفت الانتباه أو الانتقام من شعور داخلي بالحرمان يحاول أصحابه اليوم فرض رؤية آخري لمجريات الأمور في البلد.
يتقن العاملون في الاتحاد خدمة الطلاب، وينشطون في الثقافة والرياضة، ويتبرعون سنويا بدماء خيرة شبابهم المضحي من أجل رفاقه، ويتولون تقسيم المذكرات علي الراغبين فيها، ويراقبون بعين الأمين سير الأمور في المطعم والباص ويتابعون أخبار المنح والمساعدات الاجتماعية لتحريرها في الوقت الملائم وتوفير التسجيل لمن يجهلون طريقته ويضربون اذا اقتصت الأمور أو تم المس من كرامة الطالب.
سلسلة أمور استحق من خلالها الإسلاميون في الجامعة ثقة الطالب، ومن دونها يحاول آخرون الحفر في القبيلة والجهة والعرق لأقدامهم المهتزة كلما اعلنت نتائج التصويت.