العلماء غاضبون من الملحد ومصرون علي اعدام المسيء (بيان)

عبر منتدى العلماء بموريتانيا عن امتعاضه الشديد من تصريحات الملحد محمد ولد عبد العزيز، وطالب باعدام المسيئ للرسول صلي الله عليه وسلم محمد الشيخ ولد امخيطير.

 

وهذا نص البيان :

بيان

     مرة أخرى يظهر من بلاد شنقيط ـ بلاد المحبة الصادقة لله ولرسول الله  ـ مسيء جديد إلى الله ـ عز وجل ـ وإلى النبي   أراد أن يركب مطية الاستهتار بالمقدسات والحرمات للوصول إلى مآرب دنيوية دنيئة ، يرى أن التزلف لأعداء دينه ونبيه ـ أو بالأحرى ـ ديننا ونبينا أقرب الطرق لتحقيقها ـ إنها الردة والسفول يستبد لها الدنيئون بالإيمان والعزة والكرامة والشرف والإباء والشهامة ، وكل المعاني السامية.

     ونحن في منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة  إذ ننكر هذا المنكر الأكبر ونبين موقفنا منه في هذا البيان ، لن يستفزنا الذين لا يوقنون ، ولن تعجلنا الأحداث عن التعمق في أبعادها والبحث عن أسبابها لعلاجها من جذورها.. كما هي عادتنا.

    إن الموضوع أكبر من مجرد شاب تافه أغراه وهم بنيل عرض من الدنيا قليل ، فنفخ نحو الشمس يظن نفخه مطفئ نورها ، كلا ، إنه موضوع أمة ودين وهوية تضافرت عوامل متعددة لضربها في أعز ما تملك وما تعتقد وما به تدين..

     ولن نعود بعيدا إلى حيث ذهب الاستعمار بجيشه وأبقى ثقافته وتعليمه ، إذ أن الصحوة الإسلامية أعادت إلى البلد الكثير مما سلبه الاستعمار ومناهجه من قيمها و دينها وثقافتها ، وغيرت جهودُ أبناء البلد ـ علماء ومربين ومسؤولين وجماهير ـ مناهج التعليم الموروثة عن الفرنسيين وأحلت محلها مناهج كانت ـ  إلى حد ما ـ مقبولة ، وإنما نبدأ من حيث أغاظ ذلك الجهد أعداء الإسلام في الداخل والخارج ، فسعوا بكل قوة للقضاء على المنجزات والرجوع بها أشواطا بعيدة إلى الوراء ، فعُطلت أحكام الله التي لا صلاح للبشرية إلا بها ،وكرس ما سمي ـ إصلاح التعليم سنة 1999م ـ وهو في الحقيقة أعظم إفساد له ، إبعاد التربية الإسلامية وتقليص ما خصص لها من  وقت زهيد بإضافة التربية المدنية إليها ، فقد نقصت ساعاتها ابتداء من التعليم الأساسي ونقص ضاربها ، وألغيت من شهادة الباكلوريا ... وها هو ذا الجيل الذي طبقت عليه تلك المناهج تتجلى في بعض أفراده نتائج التجهيل بدينهم والتغييب لثقافتهم وحضارتهم؛  ولولا حفظ الله ورعايته ، ثم ما وهبه الله لأهل هذا البلد من تنشئة صالحة مبنية على القرآن وسيرة النبي  لأكلت نار التغريب وإبعاد الدين من التعليم الأخضر مع اليابس في هذا البلد ، ولكن الله غالب على أمره ...

    ولقد حملت حرية الإعلام التي ظنها البعض بلا قيود ولا حدود ، فلم يرعوها حق رعايتها ، عوامل هدم أخرى للدين والأخلاق والقيم ، ساهمت أيضا فيما وصلت إليه ثلة من شبابنا من الاستهتار بالدين والمقدسات..

    غابت التربية الصحيحة والإعلام الهادف في كثير من المؤسسات التربوية والإعلامية ، وخلا الجو لدعوات الإلحاد عن طريق الانترنت بكل فروعه ، وللتشيع الذي ينال من الثوابت الشرعية ، وللدعوات العنصرية التفريقية البغيضة المنتنة نتن الجاهلية ، فكانت النتيجة جهلا وضياعا وتيها وإلحادا وارتدادا عن الدين وفسادا في الأخلاق كان المسيء الجديد: محمد ولد عبد العزيز أحد مظاهره.

    ومنتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة الذي حمل على عاتقه مسؤولية العمل على حفظ الدين بالتعاون مع الجميع قمة وقاعدة ، يلخص موقفه من هذه الإساءة الجديدة إلى رب العزة سبحانه وإلى دينه ونبيه الأمين عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم في النقاط الآتية:

  1. يستنكر أعظم الاستنكار هذه الجريمة الفظيعة والردة الصريحة التي تضمنت إساءة إلى الله عز وجل وإلى رسوله ، ومن نافلة القول أن صاحب هذه الإساءة مرتد يجب أن يقام فيه حكم الله في المرتدين.
  2. يثمن المواقف الطيبة التي وقفها كل المسلمين كل في مجاله ، وعبر عنها أئمة المساجد في خطب الجمعة الماضية بطلب من المنتدى ، ونخص بالذكر موقف أسرة المسيء المرتد والزاوية المعبرة عنها ، إذ تبرأ الجميع من هذا المجرم اللعين ...
  3. يطالب السلطات الرسمية باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق هذا المجرم حتى يقام فيه حكم الله ... كما يطالبها بتنفيذ الحكم الصادر في حق سلفه حتى يكون ذلك ردعا لكل من تسول له نفسه الاستهانة بانتصار المسلمين لدينهم وذبهم عنه ؛

على أن إقامة أحكام الله وحدوده كلها هو الضامن الحقيقي لعصمة الأمة ووقايتها وردع المجرمين .

  1. اعتماد قانون واضح ومفصل وصريح يجرم الإساءة إلى المقدسات .
  2. يطلب من فخامة رئيس الجمهورية إصدار أوامر فورية بوضع قراره الذي اتخذ في بداية السنة الدراسية بشأن إعادة التربية الإسلامية إلى شهادة الباكلوريا ورفع ضاربها حتى لا تنقضي سنة 2015م ـ سنة التعليم ـ دون أن تكون التربية الإسلامية ضمن امتحان الثانوية العامة ، إذ أن سنة تعليم خالية من التربية الإسلامية في أهم شهاداتها لا يمكن أن تسمى سنة تعليم في بلد مسلم كالجمهورية الإسلامية الموريتانية .
  3. يدعو مؤسساتنا التربوية والإعلامية إلى القيام بواجبها في حفظ الدين والمقدسات ونشر العلم النافع والتربية الصحيحة وإبطال الباطل ورد الشبهات ، وقبل ذلك أن تمتنع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة عن نشر ما يسيء إلى عقيدة الأمة ودينها وقيمها وحضارتها ، لاسيما أعظم المقدسات: ربنا ونبينا وديننا، التي عنها نسأل في قبورنا ويوم نقوم لرب العالمين .
  4. يطلب من الأئمة أن يواصلوا القيام بواجبهم في التعليم والتربية والتوعية من خلال الخطب والدروس والمحاظر ، ويدعو العلماء إلى الوقوف بحزم ضد هذه الأخطار التي تهدد هذا البلد في أقدس ما لديه وتصيبه في مقاتله         

        وفق الله الجميع لما يرضي

           منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة بتاريخ 4رجب1436 الموافق 23/4/2015

محمد الأمين ولد الحسن