بعد سنة وشهرين من الحكم : هل يستجيب الرئيس لأبرز مطالب المعارضة؟

أجمعت المعارضة التقليدية بموريتانيا خلال الأشهر الأخيرة على ضرورة إجراء حوار موسع بموريتانيا ، بغية نقاش مجمل القضايا المطروحة، وسط غموض يلف موقف الرئيس وكبار معاونيه من دعوات الحوار المطروحة منذ أشهر.

ورغم أن الرئيس بشر عشية ترشحه للانتخابات الرئاسية( فاتح مارس ٢٠١٩) باعتماد مبدأ الحوار والتفاوض والميل إلى الهدوء من أجل توفير مناخ ملائم للقيام بالتنمية المطلوبة، إلا أنه تجاهل خلال سنة وشهؤ من حكمه مجمل الدعوات التى طالبت بالحوار والجلوس على طاولة التفاوض مع الطيف السياسى للخروج برؤى مشتركة حول العديد من القضايا المطروحة بإلحاح.

الطلب الذى قدمه المرشح السابق بيرام ولد الداه ولد أعبيدى، وزميله سيدى محمد ولد بوبكر، طرح بإلحاح فى أكثر من مناسبة من أكبر حزب معارض بموريتانيا (حزب تواصل) ومن أحزاب التغيير بقيادة قوى التقدم، وحركة أفلام، وطرح من بعض المعارضين الجدد لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، غير أن الرئيس تجنب الرد عليه، أو إعطاء اشارة إلى إمكانية الجلوس على طاولة الحوار لبحث قضايا التعليم والعبودية والفساد والحكم الرشيد وآليات تنظيم الانتخابات الحرة، وحياد الإدارة والجيش، والعلاقة مع الجوار الإقليمي، والسياسة الخارجية للبلاد.

ورغم الميل المعلن إلى التشاور مع بعض القوى السياسية ذات التأثير المحدود داخل صفوف المعارضة التقليدية، فقد ظل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى يتجنب رفض الحوار أو إعطاء إشارة جدية عن قبوله بالدعوات التى طالبت به، باعتباره المسار الأنسب لبلد كموريتانيا ، خارج للتو من عشرية شهدت الكثير من الشد والجذب بين السلطة ومعارضبها.