النائب المختار الخليفة : كوفيد كان محطة قاسية والبلد يتحرك بثقة منذ انتخاب الرئيس (مقابلة)
قال النائب عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا المختار ولد الخليفة إن التعايش بين الكتل البرلمانية داخل الجمعية الوطنية، يعكس الأجواء السياسية العامة داخل البلد منذ انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وإن لغة المصلحة العامة، والتعاون من أجل تسريع وتيرة التنمية هو الشعار السائد بين الكتل البرلمانية بغض النظر عن مواقفها التقليدية من آلية الحكم والحاكم.
وأكد النائب المختار ولد الخليفة فى مقابلة مع موقع زهرة شنقيط اليوم الجمعة 2 أكتوبر 2020 بأن النواب انتقلوا من أجواء التوتر وانعدام الثقة بين أصحاب التوجه الواحد، إلى وضعية جديدة بالكامل، تناقش فيه الأمور بحرية وتقر فيه القوانين دون تصعب، ويتحفظ النائب على المشروع الذى يخالف رأيه أو توجهه ، وجيز المشروع الذى يرى فيه المصلحة دون تحزب أو اصطفاف أعمى، وهو ما أنعكس بشكل إيجابى على عمل الجمعية الوطنية خلال السنة الأخيرة.
واعتبر المختار ولد الخليفة أن تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية، وآلية العمل خلال الأشهر الماضية، وموقف السلطة التنفيذية منها، رسائل دالة على حجم التحول الحاصل فى الثقافة الديمقراطية بالبلد، والإيمان العميق بالمؤسسات الجمهورية من قبل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، نافيا وجود أي تحرك داخل البرلمان أو خارجه بدوافع شخصية انتقامية.
وقال ولد الخليفة إن الشعب الذى عانى من الفقر والتهميش وضعف التنمية بحاجة إلى ضبط موارده ومراقبة حاكميه، ومعرفة مصير أمواله، وتوجيه الموجود منها إلى قضايا حساسة كالصحة والتعليم والبنية التحتية، ومن ثبت ضلوعه فى التلاعب بالمال العام تجب محاسبته بطريقة شفافة وعادلة، ومن ثبت أنه أدار عمله بشفافية ونزاهة تجب تبرئته ومنحه الفرصة كاملة لخدمة شعبه ووطنه.
كورونا وصناع القرار بالبلد
وقال المختار ولد الخليفة – وهو رئيس الجالية الموريتانية بالصين- إن الحكومة الحالية أدارت معركة كوفيد 2019 بشكل رائع، وإن الصرامة التى تحلت بها الأجهزة الأمنية، واليقظة التى تميزت بها الأجهزة التنفيذية كافة، والتضحية التى عبر عنها الأطباء، قادت بفضل الله إلى التحكم فى جائحة هزت دول العالم بشكل غير مسبوق.
وأشاد النائب بالصرامة والشجاعة التى تحلت بها جمهورية الصين الشعبية وهي تواجه الوباء بمفردها، قائلا إن الانضباط كان نقطة القوة الأساسية التى ميزت الصين عن مجمل دول العالم، لتتحول من منطقة منكوبة نهاية 2019 إلى منطقة خالية من الفيروس قبل نهاية 2020، ومن دولة وقفت يتفرج العالم عليها وهي تصارع الوباء إلى دولة مدت يد العون إلى أغلب دول العالم، وخصوصا الأفارقة لمواجهة المحنة والتحكم فيها.
وقال ولد الخليفه إن الجالية الموريتانية تحركت بشكل مبكر لتقديم مساعدة رمزية للهلال الأحمر الصينى، وكان للتصرف بالغ الأثر فى نفوس الصينيين، الذين تدخلوا لاحقا بموريتانيا – أيام انتشار المرض- أكثر من عشرين مرة، لتقديم يد العون، والوقوف مع الشعب الذى تضامن معهم فى عز الأزمة، وأبان تمسكه بالعلاقات الموريتانية الصينية الراسخة فى القدم، والتى لم تتأثر بالكثير من الهزات عكس مجمل دول العالم.
كما تدخل مكتب الجالية لتقديم يد العون للحكومة فى مواجهة المرض، وتم شحن مساعدات نوعية بحرا إلى موريتانيا من طرف المكتب، وقد كانت أكبر هدية قدمتها جالية للبلد، وتزامن وصولها مع الموجة الثانية من الوباء، وهو ما عزز من صمود الشعب وساعد المراكز الصحية.
وبشكل شخصى – يقول النائب- تدخلت جمعية "نسيم" التى أتولى إدارتها فى أكثر من منطقة، كالرياض والميناء ودار النعيم، لتقديم المساعدة للسكان فى عز أزمة كوفيد 19، وقمنا بجلب قيمة 60 مليون من المعدات إبان الأزمة من الصين، بعضها سلمناه لجامعة نواكشوط، التى تولت بدورها تقسيمه على المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالى، وقمنا بتزويد الجامعة الإسلامية فى لعيون والمعهد العالى بتجهيزات تبلغ قيمتها 20 مليون أوقية.
ولدينا الآن 40 ألف كمامة وبعض القفازات ننوى توزيعها على بعض المؤسسات الأخرى.
تم انجاز الكثير وننتظر ماهو أكثر
وعما تحقق فى عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى قال النائب المختار خليفة إن سنة من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى تم فيها انجاز الكثير من الأعمال الإستراتيجية للدولة الموريتانية، وتم فيها نشر منظومة أخلاقية تكفل التعايش بين أبناء البلد الواحد، وأطلقت فيها مشاريع واعدة كأولوياتى، وبرنامج الإقلاع الإقتصادى، وتم فيها حلحلة الكثير من المظلم، وأبان فيها عن رؤية مهمة للبلد، عبر تركيزه على التعليم، وإعادة الروح للمدرسة الجمهورية الضامن لتطوير التعليم، والرفع من واقع الشعب المغلوب على أمره.
لكن فى النهاية – يقول النائب- العمل البشرى معرض للنقص، وهنالك نواقص لاتزال قائمة، ومطالب بحاجة أن يبذل المزيد من أجلها، وخصوصا حل مشكل العطش، عبر إطلاق مشروع سقاية لصالح الريف وآدوابه، عبر حفر 100 بئر ارتوازى، وربط القرى والمناطق الداخلية بالشبكات المنجزة منذ بعض الوقت، والعمل من أجل تثبيت السكان فى مناطقهم الأصلية.
كما أن تعزيز المنظومة التربوية هو الضامن الأهم لترقية المجتمع وتطوير اقتصاده، فالدول التى استثمرت فى التعليم حصدن نتائج إيجابية كسنغافورا وكوريا الجنوبية.
وأعرب النائب ولد الخليفة عن تقديره للخطوة التى أعلنتها الحكومة قبل أسبوع (جائزة رئيس الجمهورية للعلوم الشرعية) وقال إنها رسالة بالغة الأهمية لطلاب العلوم الشرعية، وللمهتمين بالقرآن وعلومه، وحماية لهوية البلد وتاريخه من الضياع والاندثار.
وفى رده على سؤال للموقع "إذا التقيتم رئيس الجمهورية ما هو الطلب الذى ستوجه إليه؟" قال النائب المختار ولد الخليفة "سأطلب منه التركيز على التعليم، والسير قدما فى ما أعلنه بشأن المدرسة الجمهورية، فبالعلم وحده نحارب الفقر والتخلف ومظاهر الغبن ونبنى جسور المحبة والأخوة بين أبناء البلد الواحد".