بعد 11 شهرا من القطيعة بين الرجلين : باب التفاوض مغلق !
قالت مصادر بالغة الإطلاع لموقع زهرة شنقيط إن الركود الذى خيم على المشهد العام بموريتانيا منذ أسابيع لاعلاقة له بما يشاع من وساطة أو تواصل بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى وسلفه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وإن التحقيق وصل إلى نهايته منذ أسبوعين .لكن السلطة لاتزال تنتظر فرز الملفات ومراجعتها لمعرفة الطريق الأمثل للتعامل ملف شائك ومعقد، ويشمل العديد من رموز السلطة وأركانها البارزين.
وقالت المصادر التى تحدث إليها زهرة شنقيط إن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مايزال يرفض أي حوار أو تواصل أو حتى مجرد اللقاء مع صديقه السابق محمد ولد الشيخ الغزوانى منذ أزمة المرجعية داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، وإنه أبلغ مجمل الوسطاء الذين سعوا إلى رأب الصدع بينهما خلال الأيام الأولى للأزمة بأن ثقته فى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى انتهت وإلى غير رجعة.
وبحسب المصادر التى تحدث إلى الرجل خلال الفترة الماضية، فإن باب الحوار بين الطرفين مغلق، والخطوات الأخيرة المتعلقة بالرئيس السابق وتحركه واستهداف محيطه الاجتماعى عمقت الفجوة بشكل كبير، ولم يعد من الممكن تجاوزها كما تقول مصادر سياسية تحدثت إليها زهرة شنقيط.
وقد أبلغ ولد عبد العزيز قبل فترة مجمل من زاروه من رفاقه السابقين وبعض القوى الدولية بأنه لم يعد لديه استعداد للجلوس مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، رغم أنه يدرك بأن الملف مسيس بالكامل، لكن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى هو من فتح ملف الأزمة الداخلية وهو المعنى بإغلاقها أو الإستمرار فيها.
وذكر ولد عبد العزيز مجمل من زاروه بأنه ضحى من أجل استمرار صداقته مع الرجل طيلة ثلاثة عقود أو أربعة، وساهم فى وصوله للحكم سنة 2019، وسلمه السلطة بشكل كامل وغادر البلد متفرغا لأموره الخاصة، ولم يعد بإمكانه إعادة نفس التجربة اليوم ، بعدما تخلى عنه رفيقه السابق فى الشهر الثالث من حكمه، بل شارك مناوئيه فى حملة الاستهداف الممنهجة ضده وضد عائلته، وحول مجريات التحقيق من ملف قضائي محل خلاف، إلى حملة إعلامية تهدف بالأساس إلى تشويهه وكسر إرادته وتشويه ماقام به خدمة للبلد طيلة 11 سنة من الحكم.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الوزير السابق اسلكو ولد أحمد أزدبيه لايزال على علاقة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وله آراء عبر عنها من قبل، لكنها لاتلزم غيره. واستبعد المصدر وجود أي وساطة أو تفاوض بين الرجلين، بحكم ما آلت إليه الأمور من تصعيد خلال الأشهر الأخيرة.
وكان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قد قال فى ندوة صحفية لعدد من الإعلاميين بأنه حينما كان الرئيس، كان ولد الغزوانى يتمتع بحماية مطلقة لقيمة الصداقة عنده، وحينما آلت الأمور الى الأخير شرع فى تمزيقه خلال أسابيع، وتصدر أنصاره ورفاقه حملة التشهير به. قائلا أنا لست الرئيس، ولاقائد لجهاز الشرطة، ولا المسؤول عن الحكومة، ولست رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أنا فقط مواطن عادى أدافع عن نفسى وعن عائلتى فى وجهة حملة إعلامية وتحقيقات مسيسة تقوم بها بعض الأطراف بتوجيه من القصر.