لا يشكل إعلان الرئيس أحمد ولد يحي ترشحه لانتخابات الكاف رسالة أمل للمنشغلين بمستقبل الكرة الموريتانية على الأمد القصير، والكرة العربية والإفريقية بشكل عام، بل هو رسالة أمل لكل أبناء البلد، الحالمين بمستقبل أفضل، لأهمية الخطوة ورمزيتها، وارتفاع حظوظ المرشح الموريتانى لأول مرة، بحكم ترسانة علاقات صنعتها سمعته التى سبقته إلى مجمل محافل الكرة الإفريقية والعالمية فى أصقاع الدنيا خلال السنوات الأخيرة.
إن وجود شاب مثقف وطموح مثله على رأس جهاز كروى بهذه المكانة والسمعة والتأثير، يشكل سابقة فى تاريخ العالم العربى بشكل عام، ومنطقة غرب افريقيا بشكل خاص، ناهيك عن حجم المكاسب السياسية والإعلامية لمجرد إعلان الترشح قبل خوض الحملة والفوز بها، حيث تتجه أنظار العالم إلى من سيخلف رجل مدغشغر المغادر أحمد أحمد على رأس القلعة الإفريقية العتيدة.
صحيح أن المعركة الرياضية والسياسية ستجرى وقائعها خارج العاصمة نواكشوط، وستكون الفيفا والكاف أبرز مجالات الصراع، وهو أمر ننظر إليه بإيجابية كبيرة، ونعلق عليه الأمل بعد الله، بحكم ماراكمه الرئيس أحمد ولد يحي من سمعة جيدة بين الأفارقة والعرب، وما تميز به من صدق ونظافة بين مجمل رفاقه بشهادة مجمل دوائر صنع القرار فى الفيفا، ناهيك عن رفضه لسياسة المحاور، وهو ماجلب له تقدير دول ذات مكانة فى عالم الكرة وذات تأثير كبير فى مسار الأمور.
غير أننا كشعب يخوض أحد رموزه أشرس منافسة انتخابية، بحاجة إلى إظهار الاحتضان والدعم وحشد التأييد الإعلامى والسياسي خلف الخطوة المباركة، بعدما حاولت مجمل دوائر الغدر اغتيال أحلامنا قبل أشهر، بحملات إعلامية ظالمة، جند فيها بعضنا دون وعي، وكان مسرحها التشهير، فى حملة تنمر كان أصحابها يحاولون إقناع العالم بأننا جزء من واقعهم العفن، لما يعلمون عن الرجل من حسن السيرة والقدرة على إقناع دوائر التأثير قبل موعد الحسم المنتظر.
وبغض النظر عن المواقف الخارجية فإننا كشعب مطالبون أكثر من أي وقت آخر باتخاذ خطوات رمزية لمساندة الرجل ومشروعه الذى يمثل حلم الصغار فى زقاق العاصمة وخارجها.
وبشكل مستعجل أعتقد أننا بحاجة إلى خطوات إعلامية وسياسية مستعجلة، لاحتضان القرار ومسايرة الحراك القائم داخل أروقة الكاف، فنحن شعب يخوض معركة من عيار ثقيل، فرضتها عليه الظروف وطموح أبنائه وحسن ظن الآخرين به، وهو مايجب أن نكون على مستواه، فولد يحي ليس وحده ويجب أن يشعر العالم من حولنا أنه كذلك.
ولعل أبرز ماينتظر منا بشكل مستعجل هو :
(*) إصدار بيان مشترك تعلن فيه كافة الأندية الرياضية دعمها للخطوة ومباركتها للقرار ، وهو أمر يمكن تنسيقه من قبل نادى تفرغ زينه أو الكونكورد.
(*) إصدار بيان مشترك من كل الفرق البرلمانية يدعم الخطوة ويطالب الحكومة باستغلال مكانتها وعلاقاتها لدعم المرشح والوقوف إلى جانبه.
(*) انخراط كل القوى ذات التأثير فى القارة السمراء فى حملة علاقات عامة لجلب الدعم للمرشح، وتوجيه حكام القارة إلى موقف يخدمنا فى مرحلة التنافس الحالية، خصوصا فى ظل عزوف أغلب الدول عن خوض الصراع الدائر حاليا بين مرشح الأمل والتغيير بعون الله، ومرشح المعسكر القديم بقيادة رئيس اتحاد الكرة فى جنوب افريقيا.
(*) مساندة المؤسسات الإعلامية للحراك الحاصل، واستغلال الفرصة للتعريف بالبلد، وتسليط الضوء على مظاهر النجاح البادية، والخروج من شرنقة الخلافات الضيقة إلى فضاء الوطن الواحد والمصلحة المشتركة لكل مواطنيه.
سيد أحمد ولد باب/ مدير زهرة شنقيط