نص مداخلة نائب النعمة فى نقاش الميزانية (وثيقة)

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

شكرا السيد الرئيس،

أرحب بمعالي الوزير والوفد الحكومي،

اسمحوا لي في البداية أن أشكر لجنة المالية على التقرير حول مشروع قانون المالية (ميزانية ٢٠٢١) وأن أثمن التعديلات والتوصيات والمقترحات المقدمة من طرف اللجنة.

كما نشكر الحكومة على تصدر العدالة الاجتماعية لميزانية ٢٠٢١ وقد تجلى ذلك في التحسن في زيادة الأجور والرواتب وفي الزيادة المسجلة في الإعانات والتحويلات، وكل ذلك رغم حجم المديونية ورغم الزيادة الكبيرة في فوائد المديونية الخارجية.

نسجل بارتياح حصول قطاع التنمية الريفية على نسبة معتبرة من إجمالي الاستثمارات المبرمجة (١٥.٠٨٪؜) ونأمل أن ينصف قطاع تنمية المواشي حتى يكون الاستثمار على قدر التحديات مما يساعد في نقلة نوعية ينعكس أثرها إيجابا على جزء كبير من الوطن، من ساكنة القرى والأرياف والذين ينحصر دخلهم في التنمية الحيوانية.

وفي هذا المضمار، أطالب بإعطاء عناية خاصة للصحة الحيوانية، وإنشاء المعاهد البيطرية، وإنتاج العلف، وتحسين السلالات، وتسويق الألبان واللحوم بطرق عصرية تزيد في دخل المنمين، وتنظيم معرض سنوي يكون مناسبة للتحسيس وربط هذا القطاع الاستراتيجي بالدورة الاقتصادية.

كما نطالب مجددا بتفعيل اللامركزية والتسريع بإعطائها المحتوى الاقتصادي الذي لا غنى عنه وذلك من أجل محاربة الفقر الذي ما زالت وسائله مشتتة وما زال التكفل بالفقراء والمساكين والذين لا يجدون حيلة والمعوزين من الأرامل واليتامى والعاطلين عن العمل من شباب وشيوخ، أقول ما زال التكفل بكل هؤلاء في بدايته ودون المطلوب.

إن محاربة الفقر مشروع عظيم ولا بد أن يسخر كل شيء لأجله لأنه الضمان الوحيد للحرية الاقتصادية التي هي أم كل الحريات ولذا نطالب بحق الجميع في الحياة الكريمة؛ الحق في الماء الشروب، الحق في الصحة للجميع، الحق في المدرسة لكل الأطفال أنى يتواجدون وبغض النظر عن أصولهم، الحق في الطعام لكل البطون الجائعة؛ إلى آخره من الحقوق التي نريد من الميزانية أن تكون أداة لتحقيقها وبقدر ما اقتربت من تحقيق ذلك الهدف الأسمى بقدر ما كانت ممتازة.

فالإنسان هو الغاية وحقوقه من أقدس المقدسات واسمحوا لي إن ركزت على الحقوق الاقتصادية وذلك لأن دائرتي ، مقاطعة النعمة، تعاني من كل المشاكل المطروحة في الوطن وتزيد بما يترتب على البعد الشاسع عن المركز السياسي والاقتصادي وبما عانت من غبن وتهميش على مر السنين وذلك رغم ما حباها الله به من موارد مادية وبشرية نرجو أن يكون آن الأوان لحسن استغلالها والانتفاع بها.

أملنا كبير في إنشاء القطب الاقتصادي المنتظر في ولايتنا وقد كان لنا ملتقى في النعمه مع وزارة الاقتصاد تدارسنا فيه ‏الاستراتيجية الجهوية للنمو المتسارع و الرفاه المشترك للحوض الشرقي، نرجو أن تؤخذ ملاحظاتنا بعين الاعتبار وأن تدخل هذه الاستراتيجية حيز التنفيذ.

أشكركم والسلام عليكم