في فضيحة غير مسبوقة في تاريخ الديبلوماسية الموريتانية، رفض الأمن التونسي اليوم تنفيذ طلبات السفير الموريتاني بإيقاف رئيس رابطة الطلاب الموريتانيين بتونس الطالب محمد عبد الله ولد محمد الأمين ومسؤول التنظيم بالرابطة المختار بن باب، وفض الوقفة التي تنظمها الرابطة داخل مباني السفارة بالقوة، رغم وجود طالبات بين المشاركين في الوقفة.
السفير بدا جاهلا بأبسط أبجديات القوانين المسيرة للسفارات بالخارج، حيث تمنع هذه القوانين تدخل الأمن التونسي في السفارة -باعتبارها أرضا موريتانية- إلا بعد إجراءات قانونية طويلة ومعقدة؛ ما أثار سخرية الأمن التونسي والطلاب الموريتانيين على حد السواء.
حاول السفير جاهدا إيجاد تهم يلصقها بالطلاب، قبل أن يتفتق ذهنه عن اتهامهم بكسر يد أحد عمال السفارة خلال تدافعهم عند الباب قبل دخوله عنوة، فيما خرج نفس العامل وقاد سيارته أمام الجميع دون أن يبدو عليه أي أثر للإصابة المزعومة.
هذا وقد قاد الأمن التونسي -الذي رابطت عناصره عند بوابة السفارة والمداخل المؤدية لها - وساطة بين الطلاب والسفير، قبل أن يُفشِل السفير تلك المساعي بفجاجة خطابه وتصلبه على آرائه.
أما الطلاب فقد نظموا أكبر وقفة في تاريخ النقابات الطلابية الموريتانية في الخارج، حيث شارك فيها حوالي مائة طالب من ست مدن تونسية، واستمرت الوقفة بحماس شديد مدة ثلاث ساعات داخل مباني السفارة الموريتانية بتونس، رغم رفض السفير لها ومطالبته الأمن التونسي بفضها بالقوة. قبل أن يعتذر - على استحياء - للرابطة عن طريق مستشاريه، وكذلك عن طريق الأمن التونسي، متعهدا بعدم منع الطلاب مستقبلا من دخول السفارة.
يذكر أن هذه الوقفة جاءت تنديدا بقرار إلغاء نتائج اجتماع لجنة المنح، وقد رددت فيها شعارات تهاجم وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم الذي اتهموه بالفشل الذريع والإساءة للجميع.