وحدهم القابعون فى الأعماق، الذين يكابدون آلام الفقر، أو يعايشون واقع الفقراء عند المراكز والنقاط الصحية، يمكنهم تفهم أو استعاب أو تقدير أو تثمين، الخطوة التى أعلنتها مندوبية "تآزر" قبل يومين بشأن تأمين 100 ألف أسرة لدى صندوق الضمان الصحى، فى سابقة بتاريخ البلاد وترجمة سريعة وحرفية لما أعلنه فخامة رئيس الجمهورية فى خطابه قبل الأخير.
إن سؤال الصحة هو السؤال الأبرز لدى الكادحين من أجل تأمين لقمة العيش، وهو الهم الأكبر للإنسان الموريتانى فى المدينة والريف، وقد نجحت القيادة الجديدة بدون شك فى الاجابة عليه، عبر حزمة من الإصلاحات المتدرجة والعقلانية وذات النقع الكبير.
إن توفير التكفل بالنساء الحوامل مقابل مبالغ زهيدة طيلة فترة الحمل، وتكثيف التلقيح للأطفال بشكل مستمر، وتوفير التأمين للآلاف من الأسر القابعة تحت خط الفقر، وإلزام الشركات بتوفير حقوق العمالة وتأمينها لدى صندوق الضمان الصحى، خطوات تكشف الجانب الإنسانى بحق لدى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى.
يلزم بعد كل هذه الخطوات الجريئة وغير المسبوقة، أن تقوم وزارة الصحة بتطوير الخدمات المتوفرة فى المستشفيات الجهوية والمراكز الصحية، وتزويد النقاط الصحية بما تحتاجه. - وقد بدأت ملامح ذلك دون شك - ، وتحتاج النخبة السياسية إلى مراقبة الواقع والدفع باتجاه واقع جديد، يضمن توفير الخدمة لطالبيها بشكل مناسب، وتعزيز الجهود الرسمية وتوعية السكان بحجم ما أنجز، والوقوف فى وجه دعاة التثبيط والإحباط.
(*) نائب رئيس المجلس الجهوى فى الحوض الغربى