لماذا تجاهل رئيس الجمهورية أبرز داعميه خلال انتخابات يونيو ؟

شكلت انتخابات يونيو 2019 رسالة دعم قوي للمشروع الذى تقدم به رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وكانت النتائج المتحصل عليها فى الدوائر الشرقية بالغة الدلالة، بعد أربعين سنة من انتظار وصول أحد أبناء المناطق الشرقية لسدة الكرسى، بعدما تمكن الجيش من إفشال أول محاولة.


 

ورغم ضخ الأموال والحشد الفئوى والعرقى بموريتانيا، فقد كانت دوائر الحوض الشرقى والغربى حاسمة لصالح الرجل، وبفارق كبير مع مجمل من نافسوه على سدة الكرسى بموريتانيا.

 

وتشير نتائج انتخابات يونيو 2019 إلى دعم قوى تلقاه الرجل من شيوخ القبائل وكبار الضباط ورجال الأعمال، وهو ما أثمر نتائج وصلت فى الحوض الشرقي مثلا إلى 81.8% بينما حصل أقرب منافسيه سيدى محمد ولد بوبكر على 13.8% ، وكان أحسن نتيجة تحصل عليها الثلاثى الآخر 3.5 % لصالح المرشح بيرام ولد أعبيدى.

 

وفى الحوض الغربى حصد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى 75.07% من أصوات الناخبين ، بينما أستقر منافسه سيدى محمد ولد بوبكر عند عتبة 16.7% ولم يتجاوز المرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدى 4.9%، بينما تجمد حساب المرشح محمد ولد مولود عند 2%، رغم الزخم القوى للأطراف السياسية المعارضة بالمنطقة خلال العشرية الأخيرة.

 

نتائج قادتها نخبة من أبناء المنطقة، وكان لشيوخ القبائل ورجال الأعمال والمجموعات الشبابية الدور الأبرز فيها.

 

غير أن رياح التغيير التى حلم بها أبناء المنطقة تبخرت أو تكاد، بفعل المحيطين بالرئيس، ممن حجبوه عن مجمل الذين ساندوه، وفتحوا الباب على مصراعيه أمام مناوئيه، والجيل الذى قاد الحراك المناوئ ضده، حتى قال قائلهم إن الرئيس لايفكر فى أكثر من مأمورية واحدة، وإن الدعم الذى تحصل عليه من قبل جمهور عريض، متعطش للسلطة والحضور فى دوائر القرار، تم الاستغناء عنه، ومالت الكفة لصالح أصحاب الأصوات المرتفعة والجيل الذى أستثمر كلما يملك من أجل قطع الطريق أمامه الرئيس، ومنع أي تحول للسلطة بموريتانيا، ولو كان عبر صناديق الاقتراع ولصالح أهل الخبرة والتجربة والكفاءة وحسن التسيير.

 

لم يستقبل الرئيس منذ وصوله للسلطة نواب الثقل الإنتخابى الذين ساندوه فى الطينطان ولعيون وكوبنى (سيدى محمد ولد سييدى- عمار ولد أحمد سعيد- فاطمة بنت اعل محمود)، ولم يتسلموا رسائل إيجابية بشأن الشراكة والحضور، وهم الذين تحملوا أعباء التكلفة المالية للحملة وكانوا أصحاب الشعبية الأبرز خلال السنوات الماضية، إلى جانب بعض الضباط البارزين. ولم يحظ رموز الحلف المهيمن على كبرى المراكز الحضرية  فى الحوض الشرقى بأي مكانة داخل السلطة التنفيذية ( تحالف أمرج بقيادة النائب الفضيل ولد سيداتى)، وغيب أطراف النعمة المركزية الثلاثة عن الواجهة بشكل غير مسبوق، إذا استثنينا تكليف رجل الأعمال محمد الغيث ولد الشيخ الحضرامى بمنصب شرفى فى المكتب التنفيذي للحزب الحاكم، وتعيين وزير من المنطقة أبرز مشاغله تتفيه الزعامات التقليدية والامتعاض من طلباتها المتكررة بشأن حل بعض المشاكل المطروحة لناخبيها فى المجالس المحلية التى زكت بالإجماع برنامج الرئيس وصوتت له دون تردد فى انتخابات يونيو.

 

وغيبت رموز منطقة أوكار عن الواجهة بشكل لم يسجله تاريخ الأحكام السياسية بموريتانيا، ولم تتسع أجندة مدير الديوان لنواب المنطقة أو وجهائها أو العمد المنتمين لها، فى تهميش لحاضنة اجتماعية تتولي تسيير أربعة مجالس محلية ( أنبيكت لحواش- أطويل- أنولل- أم الحياظ) وتحتكر تمثيل ولاته فى البرلمان منذ بداية المسلس الديمقراطى بموريتانيا، ولديها حضور بارز فى بلدية تمزين.

 

ولم تنصف المحاصصة الفئوية والعرقية المعمول بها بعض رموز المنطقة، فقد أستمر تهميش الرجل البارز بمركز بوسطيله الإداري، أسغير ولد حيمدون، الذى يعتبر أبزر الأرقاء السابقين بالمنطقة، وأكثرهم شعبية، وواجه كل الممسكين بزمام السلطة فى انتخابات سبتمبر 2018 ،ليخرج أقوى من حلبة الصراع، رغم إقالته أثناء الحملة من منصبه كمدير مساعد لميناء نواكشوط، رغم أنه مرشح الحزب والشخص الفاعل فى بوسطيله على مدي عقدين من الزمن.

وتركت النخبة السياسية بمقاطعة جكنى لحصاد ما قبل 2019، فلا تأكيد لما كان من حضور قوي لبعض الأطراف ( حلف يحي ولد حدمين) ، ولا إنصاف للأطراف الأخرى التى عانت طيلة فترة حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز(أهل خطرى - ولد أهل عبدى الجيد)، وتم إبعاد نواب المنطقة من واجهة التأثير خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير .

 وفى تمبدغه أخلت السلطة بكل الموازين المعروفة، وأذكت بالحضور النوعى أوجاع آخرين، عانوا من التهميش رغم الحضور القوى فى الانتخابات الأخيرة وقبلها، لقد أديرت التعيينات فيها بعين بعيدة من الإنصاف، ولم تحترم فيها معايير أهل السياسة والخبرة والشعبية، وكانت دولة بين بعض المحيطين ببعض المحيطين بالرئيس.

 

ورغم أن شعبية الرجل ثاتبة أو تزداد فى منطقة الحوضين، إلا أن الشعور بالامتعاض بلغ أوجه خلال الأسابيع الأخيرة، والأحاديث المتداولة بين صفوف النخبة شعارها الأبرز " متى يتذكرنا الرئيس؟".

 

وكان رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى قد واجه أزمة عشية وصوله السلطة، بفعل الخلاف بينه وبين صديقه السابق محمد ولد عبد العزيز. ويقول العديد من المتابعين للشأن السياسى بموريتانيا إن الأزمة حالت دون ترتيب العديد من الملفات، كما أن البعض أستفاد من علاقات شخصية مع بعض المحيطين بالرئيس، بينما ترك الجمهور الأعم لمواقفه القديمة، وغاب عن طاولة التداول، ولم تك الحكومة أو قطاعاتها الخدمية على قدر التحدى، لتعوض الجفاء الحاصل بمنجز على الأرض، يمكن الداعمين للرئيس من إقناع المصوتين له، بأن أصواتهم كانت فى موضعها، وأن الثقة التى منحوه أثمرت منجزا على الأرض، ينفع الناس ويمكث فى البلد.

 

زهرة شنقيط

--------------

شكرا فخامة الرئيس / مت بنت محمدو ولد باب 

بنت عابدين : 2020 كانت صعبة ولكن الرئيس واجهها بشجاعة كبيرة

اتفاق نوعى لتأمين أبرز ماتعهد به الرئيس فى مجال الاتصالات (خاص)

ولد عبد المولى : الرئيس أبان عن ملكة قيادية نادرة وأدار مجمل الملفات بشكل عقلانى