15 ملاحظة علي مؤتمر الرئيس

شكل مؤتمر الرئيس محمد ولد عبد العزيز محطة جديدة من شأنها منح السجال السياسي بموريتانيا فرصة للتواصل، وسط امتعاض البعض من مؤتمر الرئيس، واظهار البعض ارتياحه لنتائج الندوة الصحفية التي تولي الرئيس ادارتها لأول مرة منهيا مساعي البعض للتسلق علي حائط المنزل الذي يقيم فيه لخلق وزن اعلامي له في الساحة المحلية.

 

وهذه أبرز الملاحظات علي المؤتمر المذكور:

 

(1) - استبدال التلفزة الموريتانية لممثلها في حوار الرئيس بصحفية شابة، وانهاء احتكار الإعلام الرسمي لإدارة الحوارات الرئاسية، بعد أن تولي الرئيس المهمة بنفسه، مقدما للمؤتمر وموزعا للأسئلة ومجيبا في الوقت ذاته، وهو تصرف خفيف من الناحية السياسية ، ابلغ من حيث الواقع بحكم أنه بالفعل من كان يدير الحوارات السابقة بشكل غير مباشر.

(2) شكل الصحفي موسي ولد صمب سي أهم محاور للرئيس خلال المؤتمر، وكانت الصحفية الممثلة للتلفزيون الرسمي تحاول التحرر من عقدة الخوف طيلة البرنامج دون جدوي، كما عازتها التجربة وضعف المعلومات التي اعتمدت عليها في الغالب.

 

(3) تراجع مستوي المحاورين مقارنة بالمؤتمر السابق الذي اتسم بالحيوية والمشاركة الفاعلة ومحاولة جر الرئيس لأمور حساسة واخراجه عن طوره العادي من خلال بعض الأمور المثيرة، بينما كانت روح التحدي الليلة غائبة، واستشعار المسؤولية لدي البعض محكوم بضعف المعلومات المتوفرة لديه.

(4) شكل المؤتمر فرصة لبعض الزملاء من أجل منافسة رموز الأغلبية، تثمينا للمنجز، ونفيا للخلل، وتقليلا من أهمية بعض الأمور المثارة، وكانت كل الأسئلة تقريبا شبه مقبولة من الرئيس المدير.

(5) تحسن اخراج التلفزيون بشكل كبير مقارنة مع مختلف المؤتمرات السابقة، مع حيوية في نشر أخبار المؤتمر الصحفي من قبل بعض مستشاري الرئيس والمرتبطين به اعلاميا أو سياسيا، كما كانت التلفزة حريصة علي بث أخبار عاجلة عن تصريحات الرئيس، ضمن تقنية تستعملها للمرة الأولي.

(6) كان شكل الجلسة ومكانها أكثر جدية من المؤتمرات السابقة، وكانت تعكس بالفعل واجهة القصر الرمادي بدل الحديقة التي عقدت فيها مؤتمرات سابقة، وظلت مسرحا للقطط السائبة.

(7) كان الرئيس صريحا للغاية في ملفات عديدة، وضحية لمغالطات معاونيه في ملفات أخري. وعل اعترافه بتسجيلات أكرا زلة سياسية من شخص بحجمه يخضع "للتملاح" من قبل عراقي منشغل بالنصب، كما أن اقراره برفض الحياد في انتخابات 2007 كان مفاجئا، بحكم الأوصاف التي وصفه بها نفسه "انقلابي عسكري موريتاني" وهي بالطبع ثلاث صفات تمنع صاحبها من الحياد.

(8) كان منزعجا للغاية من استهداف حرس الرئاسة، ومعجبا برموزه، مع اقراره بأنه مستعد لنقاش كل الملفات المطروحة علي الساحة مع القوي المعارضة له.

(9) اظهر انزعاجه الكبير من رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي اتهمه بالوقوف وراء العديد من حملات التشويه التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، كما اتهم بعض أنصاره بالتعامل مع المواقع الخارجية لنقل أخبار مسيئة له.

(10) كشف عن سر تأخير الرد الحكومي علي الحوار، وعلله بانتظار التغييرات المتوقعة داخل المنتدي والتي ستزيح رئيسه أحمد ولد داداه عن واجهة الفعل السياسي المنظم بموريتانيا.

(11) اظهر مستوي كبير من الارتياح للوضعية الاقتصادية بموريتانيا، وكانت مؤشرات الغاز والنفط أهم مصدر للارتياح حسب المفهوم من كلامه، وحاول التأكيد علي جدية الحكومة في محاربة الفساد والإجهاز علي مصادره رغم التحدي الكبير الذي واجهه خلال الفترة الأخيرة.

(12) تراجع حضور مولاي ولد محمد لغظف في ذهن الرئيس، وبدي منزعجا من سوء التسيير الذي طبع بعض مشاريع التنمية بموريتانيا، كما تجاهل سؤال الصحفي الذي حاول اثارة الخلافات الداخلية بين الوزير الأول الحالي وسلفه رغم الحاح الصحفي علي اثارة الملف بشكل صريح ومباشر.

(13) أثني علي دور وزارة الصحة بعد مرور خمس ولايات، قائلا إن كل المستشفيات والمراكز الصحية تم تجهيزها، وارجع التقصير الملاحظ لعامل الوقت، وأكد دعمه للمسار الحالي من أجل ترقية القطاع الصحي بموريتانيا.

(14) انحاز إلي اجراء وزيره الأول يحي ولد حدمين في الملف برنامج أمل، وقال إن بعض الـأموال المرصودة له تم التحكم فيها، واستعادة البعض.

(15) اظهر مستوي كبير من الانزعاج من حراك لحراطين وبعض الفئات الأخرى، واعطي مقاربة من شأنها ازعاج الكثير من الحقوقيين الذين اتهمهم بالمتاجرة بالقضية والعيش منها بدل البحث لها عن حلول منصفة ومقبولة.