ليس بوزير ولكن .. (*)

شكل قرار رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم أحمد ولد يحي الرامي إلى دعوة الأفارقة لتنظيم كأس أمم افريفيا (أقل من ٢٠ سنة) بموريتانيا، مجازفة بالغة الخطورة برأي البعض، وطموح لايسعفه الواقع على أقل تقدير كما يقول بعض المشفقين، ومسخرة بحسب البعض الآخر، فى ظل دولة بلا ملاعب، وذات بنية تحتية متواضعة، ناهيك عن وجود أزمة صحية تضرب العالم كله.

لكن الإرادة كانت أقوى من الواقغ المعاش، والطموح كان على قدر الهمة لا الوسائل المرصودة، والتخطيط الناجع أهم من تأمين الموارد دون رؤية أو تخطيط.

لقد تمكن الرجل من تأمين موقف داعم من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى فى ظرف وجيز، وهو ما ممكن من تحويل الحلم إلى حقيقة ، وإطلاق عجلة التحضير بشكل جدى، وتجاوز عقبات كانت كثيرة، أبرزها ضعف الرؤية لبعض المسؤولين فى البلد، ووأد الحملات غير الأخلاقية لبعض من رحلوا عن سدة القرار غير مأسوف عليهم، لأغراض شخصية أو لصداقة زيد أو عمر، دون الانتباه للأضرار الناجمة عن سوء الفعل الذى أرتكبوه، وغباء التخطيط، والحقد الموجه الذى تميزوا به..

لقد ضمنت موريتانيا تنظيم أكبر حدث رياضي فى تاريخها خلال أقل من سنتين من حكم الرئيس الجديد ، وهو مكسب يحسب له ، وضمن حضور أبرز رموز الكرة العالمية والعربية والأفريقية، وهو نجاح يحسب لمهندس الكرة الموريتانية وقائد رحلتها نحو عالم أفضل (أحمد ولد يحي )، وضمنت البطولة حضور أغلب وسائل الإعلام العالمية والإفريقية، وهو مكسب للسياحة الموريتانية، وفرصة كذلك لتعزيز التنمية والرفع من مكانة البلاد بين الدول الإفريقية فى فترة باتت فيها الرياضة خافضة رافعة.

لقد أثبت الرجل أن لديه إرادة المسؤول المولع بتطوير قطاعه دون أن يكون عنوانه ( رئيس لاتحادية واحدة من أصل 54 اتحادية موجودة على الورق أو أوصال الخزينة العامة للدولة، رغم وجود محاولات هنا وهنالك للنهوض ببعض الألعاب الرياضية)، وأثبت أن حسن الحكامة والتخطيط أهم من الموارد والبحث الدائم عن صرف آلية لصرف التمويل بغض النظر عن النتائج أو التأثير، وأثبت أن البلاد قادرة بالفعل على كسب رهان أي بطولة وتنظيم أي قمة والمشاركة الفاعلة من موقعها كدولة ذات سيادة وحضور، إذا أقتنع بها أبنائها، وضحوا من أجلها، وتحرك كل واحد منهم نحو العالى من موقعه، بغض النظر عن تموقعه مديرا كان أوزير.

(*) نقلا عن صفحة سيد أحمد ولد باب