بعد سنة ونصف من انتخابه: هل يمنح الرئيس فرصة لداعميه بالشرق؟

يتطلع عدد من أطر الشرق الموريتانى، وكبار الفاعلين فى الساحة المحلية إلى الإجتماع بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى على هامش زيارته المقررة لمقاطعة تمبدغه نهاية الشهر الجارى، ونقاش أوضاع المنطقة بكل حرية وتجرد، ونقل هموم السكان إلى الرئيس والرأي العام، بعدما احتكرت السلطات الإدارية والأمنية الفضاء المتاح فى الإعلام العمومى طيلة أشهر كوفيد الثقيلة.


 

ورغم أن الرئاسة الموريتانية لم تعلن عن جدول أعمال الزيارة، ولا عن إمكانية تواصل الرئيس مع كبار داعميه بالمنطقة، أو تنظيم لقاء مفتوح مع الأطر، لنقاش واقع البلد ومستقبله، والإستماع إلى رؤى وأفكار بعض داعمى الرئيس أو معارضيه، إلا أن الأمل لايزال يحدو النخبة المحلية، فى إمكانية تنظيم حفل مفتوح، يتم فيه استعراض مشاكل المنطقة، وطرح القضايا السياسية والتنموية على بساط النقاش، وفك الحصار المفروض على الرئيس من بعض المحيطين به.

 

ويستبعد البعض ما يشاع فى الدوائر الرسمية والسياسية بالمنطقة ، عن إمكانية حصر برنامج الزيارة فى افتتاح المعرض أول النهار، وحضور سباق الجمال خارج المدينة آخره، والإستمتاع بسهرة فنية، يقال إنها ستنظم ليلة مبيت الرئيس بالمقاطعة، دون جدولة أي لقاء مع المنتخبين أو الأطر أو الوجهاء، أو فتح المجال أمام السكان من أجل الحديث عن آمالهم وآلامهم بعد سنة ونصف من تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى مقاليد الأمور فى البلاد.

 

ويحظى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بشعبية كبيرة فى مناطق الشرق الموريتانى، مع وجود قوى سياسية محلية باتت تنظر بحذر كبير إلى تدبيره للأمور، وتسييره للتعيينات والحضور فى مجمل الدوائر المحلية، ومايلاحظ من غياب للتوازن، وتهميش مقاطعات بأسرها من مجمل التعيينات التى أقرها الرئيس منذ وصوله للسلطة يونيو 2019.

 

ويطالب البعض بإعطاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فرصة من أجل تجاوز المطبات التى واجهته منذ نهاية 2019 ، والإنتظار إلى غاية اغلاق ملف العشرية وتداعياته، بيد أن آخرين يعتقدون أن اجراءات بسيطة كان يمكن القيام بها لطمأنة السكان، كإلزام القطاعات الوزارية بتفعيل وتسريع الأشغال المبرمجة فى مجال الزراعة والتعليم والإسكان والصحة، واتخاذ تدابيرة جديدة فى مجال الحكامة المحلية (تقطيع إدارى جديد وتخطيط بعض المدن وعصرنة البعض الآخر) ، والتعامل مع التعيينات بقدر من التوازن، وخلق فرص للشباب العاطل عن العمل، عبر تفعيل وكالة تشغيل الشباب وتمكينها من الوسائل المادية للقيام بدورها، وتجاوز الحملات غير الواقعية والمشاريع الوهمية ( وطنى، مشروعى، ... الخ)..

 

 

وقد تشكل الزيارة فرصة للتويج الحملة الإعلامية التى أطلقتها السلطة خلال الأسابيع الأخيرة، عبر استغلالها لعقد ندوة صحفية مباشرة، يستعرض فيها ما قدم للبلد خلال فترة كوفيد 19، والإجراءات التى أتخذ لحماية الثروة الحيوانية خلال فصل الصيف، والتدابير الأمنية التى أتبع لحماية السكان خلال الجائحة، والضغط الكبير الذى عاشته الأجهزة الأمنية ، وهي تجابه على الحدود لفرض الأمن، وفى الداخل لتسيير أمور السكان خلال حظر التجوال أو خارج أوقات حظر التجول.

 

كما قد تكون الخرجة الإعلامية فى حالة إقرارها مناسبة لإعطاء رأيه فى العديد من الملفات المثارة حاليا ، البنك المركزى، وأزمة بعض البنوك الوسيطة، والعلاقات الخارجية، ومنطقة الساحل والتحديات الأمنية الراهنة، والعلاقة بالقوى السياسية المحلية، وتسيير الخلاف القائم مع رفيقه السابق محمد ولد عبد العزيز، وتعامله مع معاونيه الذين اتهموا فى قضايا فساد أو الذين خرجوا من ملف العشرية ، بعد أشهر من المتابعة والتحقيق.

 

زهرة شنقيط