محمد ولد أندح يكتب : أيعقل؟

أيعقل أن تمول شركة نايك إعلاناً للترويج لشركة آديداس؟! أيعقل أن تقدم ماتل دعوة لزبنائها للاشتراك في موريتل؟! أيعقل أن تخرج الناس في مظاهرات للمطالبة برفع الأسعار؟!

لا تصدقوا ذلك، بل صدقوا أن لاعبي المنتخب الوطني قدموا إعلاناً تجارياً مجاناً لشركة الموريتانية للطيران، ثم أبت الأخيرة بعد ذلك بأيام قليلة أن تستأجر طائرة لنقل بعثة المنتخب الوطني إلى كأس الأمم الأفريقية بمصر بأقل من 107 ملايين أوقية!

صدقوا أن الاتحادية، حاولت كثيراً تخفيض هذا المبلغ دون جدوى، ثم وافقت عليه مكرهة بسبب رمزية وصول المنتخب إلى مصر آنذاك في طائرة موريتانية، رغم وجود عرض آخر من شركة طيران لبلد مجاور بسعر أقل بنسبة 40% من سعر الموريتانية للطيران!

لكم أن تصدقوا مثلاً أن الخطوط الملكية المغربية ترعى المنتخب المغربي، وأن الخطوط الجوية القطرية ترعى المنتخب القطري، وأن الخطوط التونسية ترعى المنتخب التونسي، وهكذا، بل صدقوا أن خطوط بعض الدول الخارجية التي تعمل في موريتانيا ترعى بعض نشاطات الاتحادية، بينما ترفض الموريتانية للطيران أن ترعى المنتخب الوطني نفسه، بل ترفض حتى أن تؤجر له طائرة خاصة في رحلة مهمة إلا بثمن باهظ ومبالغ فيه، ومع إخلال دائم بالمواعيد!

صدقوا أن المسؤولين عن المنتخب الوطني عندما يطلبون تأجير طائرة خاصة من شركة الموريتانية للطيران، فإن الشركة تحدد مبلغاً باهظاً، بعيداً كل البعد عن كل أسعار السوق، ثم ترفض بعد ذلك شروط المنتخب الطبيعية بالسفر في وقت محدد ومناسب، والعودة في وقت محدد ومناسب لبرنامج الفريق، بل تشترط الشركة عودة الطائرة أحياناً ومعها مسافرون آخرون، لتتوقف مرات عديدة في الطريق كما تتوقف سيارات أجرة "تودروا" القديمة في نواكشوط!

أما الشركات الأجنبية فإنها توفر طائرة خاصة بسعر أقل، وبجودة أفضل، ومع خدمة أكثر احترافية، وفوق كل ذلك تضمن التزاماً صارماً بالمواعيد والعهود، وتبقي طائراتها متوقفة في المطار في انتظار العودة بالفريق!

أما في الرحلة الحالية بالذات، فقد عرضت الاتحادية أولاً على الموريتانية للطيران قبل غيرها أن تستأجر لها طائرة خاصة، فاعتذرت عن ذلك!

فماذا يريد محبو "الموريتانية للطيران" من القائمين على المنتخب الوطني إذن؟! هل يريدون منهم أن يصرفوا كل ميزانية المنتخب في شركة لا توفر الطائرات في الوقت المناسب، ولا بالسعر المناسب؟ ولا بالطريقة المناسبة، ولا تستجيب لكل عرض؟!

لقد أعطى القائمون على المنتخب الوطني كل الأولوية لشركة الموريتانية للطيران، وتغاضوا مرة ومرتين ومرات عن غلاء السعر، وعن تأخر الرحلات عن موعدها، ولكن الأمر لم يعد يتحمل مزيداً من التضحية، لأن تأخر أي رحلة قد يؤثر على مصير منافسة بأكملها! وقد يخل بالتزامات الاتحادية بإعادة اللاعبين إلى أنديتهم في الوقت المتفق عليه، وأذكر شخصياً أن بعثة المنتخب الوطني قد علقت أكثر من 8 ساعات في مطار القاهرة بسبب إخلال بالموعد من طرف شركة الموريتانية للطيران!

تصوروا فقط أن يأتي هذا التأخر قبل مباراة حاسمة مثلاً، أو أن يؤدي إلى تأخر لاعبين عن أنديتهم فيؤثر سلباً على علاقة الاتحادية بتلك الأندية؟!

أما الآن فإن الوقت لم يعد وقت انتظار مواعيد عرقوب، بل هو وقت التعامل مع شركات مهنية محترمة تلتزم بمواعيدها، وتبقي طائراتها ساعات وأياماً متواصلة في المطار انتظاراً للحظة إشارة الانطلاق، دون أي تأخر!

لكم أن تعلموا فقط أن طائرة خاصة موجودة الآن في مطار بانغي، منذ يوم السبت، انتظاراً للحظة الإشارة من طرف بعثة المنتخب لرحلة العودة، وأن سعرها أقل بكثير من سعر طائرات الموريتانية للطيران! وأن الأخيرة ترفض حتى مجرد التفكير في انتظار ساعة في المطار لكي تعود بالفريق، فما بالكم بساعات وأيام؟!

ثم إن "الوطنية" ليست مطلوبة من الاتحادية وحدها، بل هي مطلوبة من الجميع، والاتحادية تضعها أولوية قبل غيرها وسعت لها سعيها كثيراً ولكن الطرف الآخر يسعى إلى تحقيق الأرباح فقط! ولكل سعيه الذي يسعى إليه!

الصورة لطائرة خاصة في إحدى رحلات المنتخب الوطني، فاسألوا محبي الموريتانية للطيران، هل تملك حبيبتهم مثلها؟!