قال القيادى السابق لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم محمد ولد عابدين إن الحملة الإعلامية والأمنية الرامية لإخراج الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من الحياة السياسية محكوم عليها بالفشل، بحكم الشخصية الكاريزمية للرجل والمكانة التى يتمع بها فى قلوب الآلاف من أبناء البلد ، وعجز مناوئيه عن تقديم رؤية يمكن أن تكون قادرة على إقناع الشعب بتركه أو الالتفاف حول خصومه.
وقال محمد ولد عابدين - وهو فدرالي سابق للحزب الحاكم بولاية اينشيرى- فى حديث مع موقع زهرة شنقيط مساء اليوم الأربعاء (14/4) إنه يشفق على النخبة السياسية التى تصدرت مشهد التأزيم منذ المؤتمر الأخير للحزب الحاكم (مؤتمر المرجعية) ، مطلقين سلسلة من القصص الغريبة والشائعات المغرضة لشق صف الأغلبية وإرباك الحكم الجديد، متحدثين تارة عن انقلاب كان يخطط له، وتارة عن مساعى الرئيس السابق للتحكم فى الحزب والدولة وإرباك خلفه، ومرة يدفعون بقصص الثراء غير المشروع للواجهة من أجل استمرار الحملة التى يغذونها بالشائعات، ويتحدثون عن مليارات تم نهبها وشركات أفلست خلال العشرية، قبل أن ينتهى الأمر إلى اتهام الرئيس من قبل النيابة العامة بامتلاك 29 مليار دون إعطاء دليل على الإتهام ، أو الحديث عن مصادر الأموال المجمدة للرئيس أو محيطه العائلى، مع ماصاحب ذلك من استهداف للأقارب والأبناء وتلفيق وصل السقوط فيه حد اتهام رئيس دولة بتزوير فواتير الكهرباء! .
****
الخروج من المشهد غير وارد
****
وقال الفدرالى محمد ولد عابدين إن الحل الوحيد لإخراج الرئيس السابق من العملية السياسية هو البحث عن أسلوب آخر غير اتهامه بالفساد أو العبث بمقدرات البلد ، لأن التشويه والحصار والسجن لن يغير من الواقع أي شيء. والشعب يعرف من خدمه يصدق ومن قاد مجمل إنجازاته ومن يحاول أن يجعل من عودة ولد عبد العزيز للواجهة بعبعا لتدجين المعارضين وشغل الشارع عن مطالبه الرئيسية (الأمن والغذاء والماء والصحة).
واستغرب ولد عابدين حجم الجهد المبذول لإخراج ولد عبد العزيز من الساحة السياسية، قائلا إن قادة هذا التوجه كان يمكنهم أن يستثمروا بعض ما أنفقوه من وقت وما أهدروا من كرامة للدفع بآخرين إلى الواجهة أو صنع بديل يمكنه أن يشغل الشارع عن محمد ولد عبد العزيز وتحركاته.
وعن علاقة المجموعة الأخيرة الموقعة لبيان دعم الرئيس السابق بالحزب الحاكم، قال ولد عابدين إنهم غادروا الحزب منذ أزمة المرجعية ، وإن مشروعا تتقدمه بعض الأوجه المنبوذة لا يمكن الاستمرار فيه أو التمسك به، والكل يدرك أن هنالك أوجه توتير محل رفض من الجميع.
ودعا ولد عابدين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى إلى إعادة النظر فى الواقع القائم، ووقف تدهور الأوضاع وإبعاد المستثمرين فى الصراع وتمزيق لحمة المجتمع والشعب، وإعادة الأمور إلى نصابها، ووقف المتابعات الظالمة والمسيسة لعدد من خيرة أبناء البلد، وكبار الفاعلين فيه خلال العشرية الأخيرة.
وانتقد ولد عابدين التسجيلات الأخيرة ذات الطابع الجهوى، قائلا إن ثقافة منح الوظائف والأموال للنخبة المرتزقة مقابل تصفيقها أضر بالعملية السياسية وأصر بالسياسيين، والشعب سيقف فى وجه تلك البضاعة ومستخدميها من أجل الوصول إلى مايخططون له.