وصف رئيس مجلس الشوري بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض الصوفي ولد الشيباني أوضاع البلد الحالية بأنها الأسوء في تاريخ موريتانيا المعاصر.
واعطي ولد الشيباني بعض التوصيات من أجل تجاوز الأزمة الراهنة، معتبرا أن الحوار السياسي هو الحل الوحيد لمشاكل البلد، وأن النخبة مطالبة بالتحرك لضمان استمرارية الدولة.
وهذه كلمة رئيس مجلس الشوري :
بسم الله الرحمن الرحيم
التجمع الوطني للاصلاح والتنمية
ـ تواصل ـ
مجلس الشورى
الدورة الرابعة للمجلس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيد رئيس الحزب
السادة أعضاء مجلس الشورى والمكتب السياسي
أيها الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركات،،،
تمر بلادنا في هذه الظروف بواحدة من أصعب وأخطر المراحل التي مرت بها عبر تاريخها الحديث وذلك نتيجة لتفاقم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، فالأزمة السياسية المستمرة منذ انقلاب 2008 مازالت تتعمق يوما بعد يوم ويتكرس في ظلها الأسلوب الانفرادي والإقصائي للنظام في إدارة شؤون البلاد، و الأوضاع الاقتصادية تزداد صعوبة بفعل تدني أسعار الحديد وعدم تجديد اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي والفساد وسوء تدبير الموارد الوطنية والخيارات الخاطئة والمرتجلة في مجال إنفاق الأموال العمومية، يضاف إلى ذلك تأثير الجفاف ونقص المراعي الذي تشكو منه أغلب مناطق البلاد في ظل ضعف جدوائية تدخلات الحكومة وعدم تحمل مسؤوليتها اتجاه المواطن، وعلى الصعيد الاجتماعي فإن تصاعد حدة الدعوات العنصرية والفئوية والشرائحية بشكل غير مسبوق بات يشكل خطرا على مستقبل البلد ووحدته في ظل غياب سياسة حكومية فعالة لتحقيق العدالة وإنصاف المظلومين.
وبالإضافة إلى هذه التحديات فإن معاناة المواطن تبدو جلية على كل المستويات، وفي هذا الإطار فإن غياب الأمن في المدن الكبرى وتدهور الظروف المعيشية وانتشار العطش والفقر والبطالة وتردي الخدمات التعليمية والصحية... على امتداد التراب الوطني هي أمور تثبت فشل سياسات الحكومة وخياراتها رغم ما ترفعه من شعارات وما تصرفه من أموال.
إن مواجهة التحديات المذكورة آنفا وإيجاد حلول لهموم المواطن ومعاناته تتطلب جهدا وطنيا جماعيا تشارك فيه كل القوى الوطنية وجميع أبناء البلد في مسار تنموي جاد يخرج البلاد من حالة التخلف والفقر ويحميها من مخاطر الظلم والتهميش و الإقصاء و يمكنها من إرساء قواعد التداول السلمي للسطلة بعيدا عن التغييرات غير الدستورية والاستبداد بالحكم.
وفي هذا السياق ما فتئ حزبنا يدعو للحوار الجاد بين الأطراف السياسية بغية إيجاد حل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ انقلاب 2008 والتي تمثل عنوانا للكثير من الأزمات الأخرى رغم مواقف النظام السلبية في هذا المجال التي أبان عنها بوضوح مؤخرا في ردوده على عريضة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة والتي اتسمت بعدم الجدية في الشكل و في المضمون.
ولقد أكد حزبنا أكثر من مرة أنه سيظل منفتحا على كل المبادرات والمساعي الجادة الهادفة لإطلاق حوار وطني شامل يفضي إلى إيجاد حلول لمشاكل البلاد التي تتعمق يوما بعد يوم، ولا يضاهي ذلك عنده إلا تمسكه بوحدة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة والحرص على تقويته وتفعيل نشاطه.
السيد الرئيس
السادة الحضور الكرام
إن تقويم الأداء الحزبي على المستويات السياسية والإدارية والتنظيمية و تدارس الوضعية العامة للبلد على الأصعدة المختلفة تمثل أبرز النقاط المدرجة على جدول أعمال دورتنا هذه التي نعلق آمالا كبيرة على مشاركتكم جميعا في إنجاحها وتحقيق أهدافها.
وقبل اختتام هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أعبر عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لكل من ساهم في التحضير لهذه الدورة وأخص بالذكر أعضاء اللجنة التحضيرية لها واللجان المنبثقة عنها على الجهود الكبيرة التي بذلوها والأوقات الثمينة التي ضحوا بها في سبيل إنجاح هذه الدورة ، كما أغتنم الفرصة لأشكر وسائل الإعلام وكل الصحفيين الذين حضروا معنا لتغطية أعمالها، وأعلن على بركة الله افتتاح الدورة الرابعة العادية لمجلس شورى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل ).
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نواكشوط 14.05.2015