سيذكر التاريخ أن حاكما عربيا اسمه الشيخ حمد بن خليفه آل ثانى، أسس أعظم مشروع إعلامى للأمة الإسلامية فى تاريخها (الحاضر والغابر) هو قناة الجزيرة القطرية بكل فروعها ومراكزها وهالتها الإعلامية التى شغلت الرأي العام داخل العالم العربى وخارجه.
سيذكر التاريخ أنه صبر ، وصابر، وعاكس التيار من أجل مجد حاول أعراب الجزيرة وغربائها طمسه، وأنه خاطر بنفسه وحكمه واستقرار بلده ورفاهية شعبه، من أجل أن تظل الجزيرة منبرا لكل الأحرار والمقاومين، وصوت الأمة الناطق بلسانها، والمنافح عنها، والحامل لآلامها وأحلامها إلى البشرية جمعاء..
من كان يتوقع أن يغامر حاكم عربى فى ظل الهوان الذى تمر به الأمة من أجل أن يستمع الناس بكل وضوح للرأي والرآي الآخر ، وأن يمنحهم فرصة لاكتشاف حلاوة الإيمان عبر الكشف عن ملامح الحياة فى ظل الشريعة وأن يجوب بهم الدنيا "بلا حدود" حاملا ثقافة أمة كادت تندرس بفعل التخلف والاستبداد ، وأن يمنحهم الفرصة لاكتشاف أبرز رموز التحرر ويجلسهم فى " ضيافة البندقية" ساعة إيمان عز نظيرها فى تاريخ العرب الحديث، وأن يمنح الشارع حق التحاور والنقاش فى اتجاه معاكس مهما كانت حدة الآراء وتعاسة بعض المشاركين فيه.
كانت الجزيرة على قدر التحدى، وحملت العالم العربى إلى العالمية وبكل اللغات، وقارعت الغرب بلغة راقية وصور مؤثرة وكانت سباقة لصنع المشهد بعيون عربية خالصة، بعدما كسرت عقدة الخوف، وأطمأنت أنفس العاملين فيها لخط تحريري لايكمم أفواه العاملين ولايخجل المنتمين إليه، وحماية رسمية لاتخذل صاحب الرأي أصاب أو أخطأ خلال تأدية الواجب..
منها أستفادت قطر ولها كامل الحق فى أن تجنى ثمار استثمار عاقل ومسؤول، ومنها أنزعج حكام صادموا خيارات الشعوب، وهو انزعاج كتبه الله فى ميزان حسانته يوم لاينفع مال ولابنون، ولها أرتاحت قوى كرست الوقت لمقاومة الاحتلال أو رفض الظلم أو الانحياز للشعب فى وجه المستبدين.
الشيخ حمد بن خليفه.. شكرا لكم وأنتم تكتبون سفر نجاح جديد هذه المرة من بوابة فلسطين الحبيبة، شكرا لكم فقد كانت الجزيرة بذرة صالحة أينعت ومنها أستفاد الأحرار فى كل مكان ، ولاعزاء للخائنين.
سيد أحمد ولد باب/ مدير زهرة شنقيط