- كان النصر رائعا ومدويا، وهو ما يفرض مراجعات كبيرة وجوهرية في مواقف ومواقع العديد من الأطراف ذات الصلة بالصراع.
- الموقف الأمريكي عرف بعض الرتوش التي تؤشر لبداية تحول بطيء وعلى نار أكثر من هادئة، إلا أن القضية الفلسطينية حققت اختراقا نوعيا في أوساط الديموقراطيين، وببعض الدوائر الأمريكية التي أرهقتها حتمية الدعم الأمريكي لإسرائيل وكأنها قدر لازم.
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرفت هزات كبيرة وتصدعا غير مسبوق، فقد كانت الصفعة مزلزلة، وكما أكدنا فإن منسوب التهديدات الوجودية لاسرائيل في ارتفاع ومعالم نهايتها ككيان وهمي بدأت ترتسم في الأفق، والهزيمة هذه المرة غير مسبوقة
- كان الموقف الموريتاني الرسمي والشعبي في مقدمة المواقف الداعمة، وأظهر اصطفافا واسعا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، تجلى ذلك في اتصال السيد إسماعيل بهنية بفخامة الرئيس عشية بدء العمليات العسكرية، والاتصال الذي أجراه فخامته مع الرئيس أبو مازن بالإضافة إلى مبادرة بلادنا بالدعوة إلى موقف مغاربي موحد داعم لفلسطين وشعبها، وبيانات وزارة الخارجية تناسبا مع تطور الوضع، مرورا بعمليات جمع التبرعات لصالح القضية، والمسيرة الحاشدة التي نظمتها القوى الحية دعما لها.
- كما كان هناك تحول كبير في الموقف المصري، بدءً بالدعم المعلن صريحا لصالح غزة وحراك القدس وانتهاء بالمبادرة المصرية بوقف إطلاق النار دون شروط، والتي شكلت نجاحا ديبلوماسيا كبيرا لم تنجزه الديبلوماسية المصرية منذ فترة.
- الدول العربية التي طبعت علاقاتها بالعدو مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة مواقفها على ضوء التطورات الاخيرة، والتعاطي مع الشقيق الفلسطيني بواقعية وموضوعية يفرضها ما راكم من منجز على الأرض، وبمستوى من التعاطف والتضامن تفرضه أخوة الدين والدم وعدالة القضية.
- والأوروبيون كذلك مدعوون إلى مراجعات جوهرية لمواقفهم من هذا الصراع والتحرك بنوع من التوازن ينسجم مع القيم الأوروبية واحترام الشرعية الدولية، وأهم من كل ذلك تجاوز عقدة الذنب التي أسست لدولة الكيان.
- كانت الجزيرة رائدة في تغطيتها وأظهرت أن المعركة إعلامية كما هي عسكرية، وشهدت وسائط التواصل الاجتماعي تراجعا كبيرا وانحيازا فاضحا لصالح الاحتلال وقتل الأطفال وقصف المدنيين والتجمعات السكنية.
(*) سيدي محمد ولد محم/ وزير سابق