شكوك بشأن قدرة الرئيس علي تعديل الحكومة

شكلت قصة التعديل الوزاري بموريتانيا أكبر مسألة تداولها الشارع وانتظرتها النخبة المحلية طيلة الأسابيع الماضية، في ظل الضعف الواضح لبعض الوزراء، وقرب انتهاء صلاحية البعض داخل الحكومة الموريتانية بحكم المشاكل التي تحاصره في قطاعه، وتراجع هيبته داخل الوسط الذي عمل فيه.

 

مصادر زهرة شنقيط تؤكد قرب التعديل الوزاري، لكنها تشير إلي عجز الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن الحسم في الخيارات المتاحة أمامه بحكم الضغوط القبلية التي يتعرض لها، وبعض العلاقات الشخصية التي يحاول المحافظة عليها من خلال ترك الأمور تسير بهذا الشكل المقلق للجميع، والمزعج له هو شخصيا بفعل ما اكتشفه من ضعف أداء بعض العاملين معه، وما يستقبل من تقارير عن لخلافات الدائرة داخل هرم السلطة بموريتانيا.

 

 ويطرح البعض فرضية انتظار الرئيس انتهاء الزيارة المرتقبة لولايتي أترارزه ولبراكنه، بينما يري آخرون امكانية اجراء التعديل قبل الزيارة المقررة لمدينة آلاك في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بحكم فك الارتباط نظريا بين زيارات روتينية وتعديل حكومي يهدف إلي تنشيط الجهاز التنفيذي والدفع بأوجه شبابية جديدة، واعادة التوازن للحكومة الحالية، واحتواء أخطاء بعض الوزراء قبل استفحالها، واحالة آخرين إلي الراحة الإجبارية لأكل ما جمعوه من أموال خلال الفترة الماضية.

 

لكن البعض لديه احساس أو رأي أن الرئيس المنشغل بترتيبات البيت الداخلي، يدرك حجم المخاطرة التي قد يقدم عليها اذا تخلي عن بعض وزرائه من أصحاب النفوذ والشعبية داخل البلد، خصوصا أولئك الذين كدسوا أمولا طائلة في المأمورية الأولي بحكم الثقة المفرطة التي تمتعوا بها من الرئيس وكبار معاونيه.

 

كما أن قصر الرئيس نفسه أولي بالتعديل، وعجزه أوضح للعيان، في ظل نخبة محيطة به باتت أكبر منفر منه، وأكثر مستفيد من انتشار الفساد في البلد بعد أن وفرت الحماية الكافية للمقربين منها، وشغلته بالصراع مع المعارضة وبعض القوي الاجتماعية من أجل توجيه الأنظار عن الواقع الصعب والنخبة الغارقة في الفساد داخل المالية والإسكان والأمن الغذائي ومشاريع التنمية التابعة للوزارة الأولي، وبعض مشاريع التهذيب والتنمية الريفية.

وتري مصادر زهرة شنقيط أن الرئيس قد ينتظر نهاية يوليو 2015 من أجل اجراء تعديله الوزاري المرتقب، مع امكانية توسيع دائرة المغادرين للحكومة من أجل احتواء الضغوط وتوزيع الكعكعة علي كبار معاونيه بالتساوي.

زهرة شنقيط