شكرا فخامة الرئيس (*)

فى قريتى الصغيرة بمنطقة أوكار (اكدرنيت) أختارت مندوبية  التآزر 15 أسرة من أكثر الناس فقرا - وجل الناس فى المنطقة فقراء - دون وساطة، أو طلب، أو ترتيب اجتماع مع المندوب أو توجيه طلب للقائمين عليها أو سابق معرفة بالرجل أو أي من معاونيه.

 

بين المستفيدين المرشحين الآن لاستلام بطاقة التأمين من وجد نفسه فجأة على موعد مع مرض القلب، وبينهم كادحون لايمتلكون شاة ولابعير، وليس فى محيط محيطهم معلم ، أو أستاذ، أو ضابط، أو تاجر ، أو مستشار، أو مدير !...

 

حينما أستعيد شريط الذكريات خلال العقد الأخير ، أجد نفسى أمام حصيلة ثقيلة من تكاليف العلاح والألم الناجم عن مكابدة فحوص بعض الأقارب وتشخيص وضعية القادمين من الداخل من ضحايا السرطان أوالكبد أوأمراض الأعصاب أوفقر الدم وسوء التغذية ، ناهيك عن الملاريا التى تستنزف جيوب فقراء المنطقة وتنغص راحة أبنائها، بحكم الانتشار المذهل بين السكان وتكاليف الأدوية التى تبلغ فى بعض الفترات ما بين 65 ألف أوقية إلى 80 ألف أوقية للأسرة الواحدة خلال شهر سبتمبر، وهي ضريبة تدفعها كل أسرة بالمنطقة دون استثناء...

 

اليوم أحس بأن بابا فتح الآلاف من أبناء المنطقة ليعرفوا الطريق الى المراكز الصحية ، بعدما قعدت بالبعض ظروفه المادية، وحال العوز بينه وبين أغلي مايطمح إليه انسان " الصحة والشعور بالأمان داخل الوطن"..

 

قد لا تكون المنظومة الصحية على قدر التحدى، وقد يتأثر المشروع بفعل البيروقراطية داخل الإدارة الموريتانية، وقد تقعد بالبعض ثقافته وطموحه عن الإستفادة من مشروع بهذا الحجم، لكن دون شك " مؤونة خفت وأحلام شعب بائس فى الولوج للصحة تحققت، والأمل فى الله كبير، وقد تصاحب الخطوة توجيهات للقائمين على المراكز للأخذ بأيدي المستفيدين منها إلى حيث يمكن أن يستفيدوا".

 

لم تستهوينى الكثير من الشعارات المرفوعة منذ سنة وأكثر ، ولا برامج التشغيل المعلنة من قبل الحكومة،  ولا الحملات الدعائية المصاحبة لبعض الإجراءات المتخذة فى مجال الصحة والثقافة، والزراعة، والصيد، ولكن هذه الخطوة لاقت الكثير من الإستحسان فى النفس، وأشعرتنى بقدر كبير من الإطمئنان، وآمل أن يكون الحرص على نجاعة التنفيذ بحجم الآمال المعلقة عليها، إنها شبيهة بمشروع بحيرة أظهر، الذى أطلقه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، وكان أفضل ما وجه من موارد الدولة لصالح الفقراء بمنطقة عانت الكثير من الغبن والتهميش.

 

لن أتردد ، وسأردد مع ولد منصور  " شكرا فخامة الرئيس ".

 

سيد أحمد ولد باب/ مدير زهرة شنقيط