الرباط يستقبل بعض رموز المعارضة : تحالف محتمل أم ابتزاز للرئيس؟

استقطب حزب الرباط (المحسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز) العديد من رموز الأحزاب السياسية الوطنية، أثناء مرض رئيسه الدكتور السعد ولد لوليد وبعده، دون الخروج بأي تصريح، أو الإدلاء بأي معلومة عن أسباب الزيارات المفاجئة، والهدف منها فى هذا التوقيت الخاص.


 

وقد دشن الرئيس مسعود ولد بلخير الحراك الأخير، حينما زار السعد ولد لوليد خلال وعكته الصحية الأخيرة، وأختار أن يكمل الخطوة باستقبال أبرز قادة حزب الرباط بمنزله فى نواكشوط الغربية، والتقاط صور تذكارية مع قيادة الحزب الراغب فى دخول الساحة السياسية بقوة.

 

غير أن قيادات حقوقية وسياسية أخرى حطت الرحال فى منزل الدكتور السعد ولد لوليد ، بينها قيادات من حراك ميثاق لحراطين كالمنسق العام الحراك يربه ولد نافع، ورئيس حزب المستقبل  المختار ولد سيدى مولود ورئيس حركة الحر السامورى ولد بي، الذى يعتبر الراعى الأبرز لحزب المستقبل وأحد كبار مؤسسيه، بعد الخلاف مع زميله السابق الوزير محمد ولد بربص، وانتزاع قيادة الحزب منه، فى أزمة كانت ذات تأثير كبير على الحزب ومساره داخل أروقة الطيف المعارض بموريتانيا خلال العشرية الأخيرة.

 

ولم تعلن أي جهة عن امكانية عقد تحالف بين الأحزاب المذكورة، أو إمكانية رفع مظلمة الحزب ( اعتقال أحد كبار داعميه ومموليه)، لكن لايعتقد أن الخطوة ستمر بسهولة فى معسكر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى والأطراف الداعمة له من قوى الأغلبية والمعارضة القريبة منه.

 

يجاهر بعض الداعمين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بهامشية الأحزاب المذكورة بالنظر إلى حصيلتها الإنتخابية فى آخر استحقاق محلى (2018)، حيث عجز بعضها عن دخول البرلمان، ودخل آخرون الجمعية الوطنية وهم يعانون بفعل ضعف التعبئة أو التمويل أو المواقف التى أتخذوها فى الساحة المحلية خلال العشرية الأخيرة، بيد أن البعض الآخر ينظر إلي تلك الأحزاب والشخصيات الحقوقية كواجهة لبعض القوى الإجتماعية الفاعلة فى البلد، رغم وجود ممثلين آخرين أثبتوا فى آخر استحقاق وطنى أنهم الرقم الأهم فى المعادلة السياسية، وخصوصا الرئيس بيرام ولد الداه ولد أعبيدى الذى أمن 19% من أصوات الموريتانيين فى آخر انتخابات رئاسية بموريتانيا (2019).

 

وبغض النظر عن حجم الأحزاب المذكورة وتأثيرها داخل الساحة المحلية، وشرعية تمثيلها لمكون اجتماعى بعينه، إلا أن خطواته الأخيرة تشى بإمكانية إبرامها لتحالف انتخابى مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أوبعض المقربين منه (حزب الرباط)، أو تصعيد الضغط داخل الساحة السياسية قبل الحوار من أجل ابتزاز الرئيس الحالى محمد ولد الشيخ الغزوانى لدفعه إلى تقديم تنازلات مؤلمة لصالح أطراف أحست بالغبن داخل الساحة السياسية، وتخاف التهميش فى الحوار وما بعده.

 

ويمتلك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى أغلبية مطلقة داخل المجالس البلدية، والجهوية، والبرلمان، وتدعمه قوى سياسية تحتكر 80% من تمثيل الشعب داخل الجمعية الوطنية، وتتخذ بعض الأحزاب السياسية المعارضة مواقف إيجابية من النظام الجديد، وتدعم الكثير من قراراته السياسية وإجراءات الحكومة، وخصوصا الإجراءات ذات الطابع الإجتماعى.