تعيش منطقة أوكار فى الحوض الغربى أكبر موجة نزوح منذ 19 سنة، بفعل الجفاف الذى يضرب المنطقة منذ أشهر، وتأخر تساقط الأمطار على المنطقة الواقعة بين " توشيت" شمال أكدرنيت (الحوض الغربى) و" تيشيت" بولاية تكانت شمال البلاد.
وقال بادى ولد احمد داه - وهو مستشار بلدى بأم الحياظ- إن موجة النزوح الحالية غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة، وإنها شكلت ضغطا كبيرا على نقاط المياه والأسواق والمراعى المحدودة بين " أم الحياظ" و "أكدرنيت" ، وسط مخاوف من نفوق الماشية بالمنطقة جراء الجفاف الذى تعيشه مناطق شاسعة من "الباطن" و"أوكار" و"ماشله".
وقد شكل نزوح سكان أوكار إلى المنطقة أزمة كبيرة لدى مجمل نقاط المياه، بفعل قلة الآبار الارتوازية وعجز نقاط المياه التقليدية عن توفير حاجة السكان والماشية من المياه فى ظل إرتفاع درجة الحرارة.
ويقول ولد أحمداه فى حديث لموقع زهرة شنقيط إن حنفية " أكدرنيت" توفر يوميا 96 طن من المياه الصالحة للشرب، بينما توفر حنفية أم الحياظ حوالى 70 طن من المياه، وهي كمية غير كافية لحاجيات القرى والسكان المتمركزين بالمنطقة، بعدما وصلت طلائعهم قبل نهاية الأسبوع الأخير.
وكانت وزارة المياه قد باشرت إجراءات توفير المياه بأطراف المنطقة المذكورة (الإغاثة وحاسى أهل الركاد) ، غير أن النزوح المفاجئ للسكان من مجمل الآبار الشمالية أربك حسابات السكان والنازحين على حد سواء.
وتقول نائب رئيس المجلس الجهوى مت بنت محمدو ولد باب إن الضغط زاد على النقاط الصحية (أم الحياظ و أكدرنيت) ، وهنالك مخاوف من انعكاسات اجتماعية كبيرة على حياة الناس، بفعل تدهور أوضاع الماشية، وتنقل السكان من مناطقهم الأصلية خلال فترة زمنية تمتاز بحرارة الجو، وانتشار الملاريا والمخاوف من ظهور كورونا بين النازحين، وارتفاع معدلات سوء التعذية بين الأطفال بفعل الجفاف.
ويقول مصدر بجمعية أوكار للتنمية والعمل الإجتماعى إن الجمعية سترسل بعثة للتحسيس والإطلاع على أوضاع السكان، ورصد الحاجيات الأساسية للوافدين من مناطق أوكار، وخصوصا الأطفال والنساء الحوامل والشيوخ الذين يعانون ظروفا معقدة بفعل صعوبة المناخ والانتقال من مناطقهم الأصلية، وقضاء أغلب الأوقات تحت أغصان الشجر، بفعل أجواء الانتجاع القاسية.