شكلت انتخابات المجالس المحلية والنيابية الأخيرة أكبر صفعة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بنواكشوط، بعدما خسر "السبخة" أبرز معاقل الزنوج بنواكشوط اثر فرض زوجة أحد الجنرالات مرشحة لقيادة المجلس البلدي داخل المقاطعة الثائرة.
حزب صار ابراهيما المنافس الأقوي للحزب الحاكم في الساحة الزنجية تلقف الهدية بشكل سريع، مستغلا غضب الشارع المحلي من تسيير العمدة للمقاطعة، وتمرد القوي الشبابية عليها من أجل الزج بمنافس هش، لكنه بات عمدة المدينة اليوم بلا منازع بعد أن فشل الحزب الحاكم في تجاوز الضغوط الممارسة من قبل الجنرال المحال للتقاعد وزوجته.
خسر الجميع رهانه بالسبخة ، رغم النشاط الجمعوي الذي حوله الشباب إلي وقود في الحملة لإنقاذ سمعة الحزب الأكبر بموريتانيا، وتحولت جهود الشباب إلي رصيد للحزب داخل المقاطعة، لكنه رصيد غير قابل للتحويل (بونيس) في رصيد العمدة المبعدة بقرار شعبي رغم دعم السلطة والحزب وضعف المنافس في الساحة المحلية.
خلال الفترة الأخيرة حاولت العمدة تجاوز صدمة الهزيمة، والعودة إلي الحزب الحاكم عبر عملية تجميل أبطالها بعض المستجلبين الذين تسببوا في هزيمة الحزب 2013، إنها لحظة مكاشفة مع الذات يقول نشطاء المقاطعة ستكون نهاية مشوار الزعيمة الحالمة بالعودة إلي الأضواء، رغم أنها تحاول اقناع القادة الحاليين للحزب بأنها لاتزال قادرة علي النهوض من كبوتها، مستعينة بالرصيد الذي جمعته قوي شبابية في المقاطعة تعمل منذ فترة خارج أسوار البلدية، وترفض بشكل قاطع أي ظهور للجيل القديم في الحياة الحزبية بها، خوفا من الإضرار بمستقبل الحزب بعد استغلت سمعته للوصول إلي المركز، ودمرت ثقة الفاعلين المحليين فيه بحكم تسييرها المثير للجدل.
مساعي قد يتعامل معها الحزب بقدر كبير من المجاملة، لكنه دون شك لن تمر بسلام كما يقول العارفون بدهاليز العمل السياسي في موريتانيا.
زهرة شنقيط