حزب الاتحاد من أجل الجمهورية : سنتان من العمل الجاد / د. زين العابدين سيدى

سنتان و تزيدان من العمل الجاد، و الحركة الدائبة هما عمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في تقليعته و نسخته الجديدة واكب خلالهما تطلعات، و برامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و تعهداته مكرسا كل طاقات منتخبيه و قواعده، و هيئاته الإعلامية لشرح مضامين و أهداف تلك التعهدات و البرامج.

و لقد نجح رئيس الحزب سيدي محمد و لد الطالب أعمر إلى حد كبير - تحقيقا لرؤية فخامة رئيس الدولة - في تحريك المياه الراكدة و جَسْر الهوة السحيقة التي كانت تفصل بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأحزاب المعارضة، بل بين تلك الأحزاب و مؤسسة الرئاسة، و الحكومات المتعاقبة بصورة عامة الأمر الذي كرس في السابق خللا بنيويا كاد أن يعصف باللحمة الوطنية، مع تراكم أخطاء السنين، و تتابع الشد و الجذب بين مختلف الأطراف، إلا أن رؤية جديدة و مسعًى صادقا لدى فخامة رئيس الجمهورية تمثل في الحث على تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرفاء أتاح لقيادة الحزب لعب آدوار جبارة في تحقيق تلك الرؤية، و جمع كلمة الإخوة على أجندة واحدة تراعي الثوابت، و تصون المكتسبات، و تعزز اللحمة، و تدعو إلى رص الصفوف، و إن اختلفت المشارب إذ الأهداف واحدة.

هذا التموقع الوسطي الذي من خلاله توالت نجاحات قيادة الحزب أكسبها صدقية و مصداقية لدى مختلف مؤسسات و هيئات الدولة الرسمية، فقد تجلى واضحا في متابعة برامج الحكومة، و وضع اليد على أماكن الخلل، و السعي الدائم لتطبيق البرامج الطموحة التى تخدم المواطنين، و ترتقي بهم إلى حياة كريمة، و مستقبل أفضل واعد، فأقامت ورشات نوعية لتشخيص واقع بعض الفئات المستهدفة، و دعت في ندواتها إلى تعزيز اللامركزية لتقريب الخدمات و توفير مستلزمات العيش الكريم من جميع المواطنين، و سعيا منها لتحقيق ذلك أوعزت لكل المنتخبين و قواعد الحزب بضرورة السهر على متابعة أحوال المواطنين و إيصال رسالة فخامة رئيس الدولة و رؤيته، و متابعة مدى تحقيق البرامج الطموحة التي تراعي واقعهم و ظروفهم المختلفة، بل ذهبت قيادة الحزب أكثر من ذلك إلى ضرورة التواصل الدائم لللإبلاغ عن أي اختلالات قد تكدر الصفو العام و تستدعي من قيادة الحزب تحريك الجهات المختصة لتقويم تلك الاختلالات.

هذا على المستوى الوطني، أما على المستوى الخارجي فكان لقيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نظرة بعيدة و طموح أرحب فقد سعت إلى مد الجسور، و التواصل البنَّاء مع الهيئات الدبلوماسية في البلد و من خلالها مع النظراء في الدول الصديقة، سعيا إلى تكريس الصداقة و خلق قنوات للتعاطي السياسي، و الاجتماعي، و الاقتصادي بيننا و تلك الدول، و لا شك أن ذلك سيفتح طريقا للتواصل بين مختلف الدوائر الرسمية في البلد و مثيلاتها في تلك البلدان الصديقة، و سيساعد كذلك علي تذليل مختلف العقبات التي قد تواجه جالياتنا في تلك الدول.

هذه النجاحات الملموسة، و المصداقية المكتسبة بفعلها جعلت قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية تتنفس الصعداء، و تستشرف نجاحا أكبر و هي تقف على أعتاب حدث تاريخي و مفصلي تمثل في دعوة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كافة الأحزاب و الفرفاء إلى حوار شامل لا يستثني أحدا، و لا يستبعد أي طرح أو إشكال. إنها تسير إلى الحدث بخطوات ثابتة، و أفكار غير تقليدية، و في جعبتها الكثير من النجاحات و قد ذللت كل الصعاب، و كسرت كل الأشواك، و أزاحت العقبات.