يعيش المركز الوطنى لنقل الدم وضعية بالغة الصعوبة، بفعل تراجع أعداد المتبرعين لصالحه خلال الأشهر الأخيرة، وانقراض بعض الفصائل المطلوبة بإلحاح من المصابين فى حوادث السير أو المحالين لأقسام الجراحة، وعجز الإدارة الحالية عن خلق شبكة أمان قادرة على تأمين الدم بشكل مقبول للمركز الوحيد بموريتانيا.
ورغم كفاءة المديرة الدكتورة خديجة با، إلا أن مؤسسة مثل المركز الوطنى لنقل الدم تحتاج إلى شخصية ذات علاقات واسعة، وقدرة على التأثير فى المجتمع من أجل إقناع أكبر قدر ممكن من المتبرعين بقيمة الخدمة التى يقدمونها للجميع، ومخاطر انهيار المركز على الصحة العامة بموريتانيا.
ويحتاج المركز إلى إدارة جديدة يمكنها حشد الدعم من الأحزاب والنقابات والجيش، واستغلال دوائر التأثير المختلفة من أجل تعزيز المخزون الحالى، وفتح فروع جديدة بالداخل، وتقييم الحالات المجتمعية الوافدة للمراكز الصحية، وتأمين سلعة لايمكن توفيرها بالمال أو السلطة، بل بالعلاقات العامة والقدرة على الإقناع.
غير أن قطاع الصحة بعيش حالة ارتباك غير مسبوقة منذ فترة، بفعل الحملات الدعائية التى صاحبت تشكيل أول حكومة، وعجز الوزير الحالى عن الخروج من جلباب الرفاق الذين جلبهم سلفه وصديقه نذير ولد حامد، رغم الشعور العام بضعف الأداء والعجز عن تحقيق ما تعهد به الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى لمجمل السكان عشية ترشحه للانتخابات الرئاسية 2019.