شكل قرار رئيس حزب تمام الشيخ ولد حرمه القاضي بالإنساحاب من الحياة السياسية أول تصرف من نوعه يقدم عليه زعيم معارض، بعد ثلاث سنوات من السجال وشتم الرئيس وأعضاء الحكومة والعمل من أجل تقويض الحكم القائم.
الشيخ ولد حرمه الذي ناضل ضد الرئيس المطاح به معاوية ولد الطايع إلي جانب تحالف عريض ضم القوميين والإسلاميين وبعض الزنوج، ساند أول انقلاب للجيش عن السلطة سنة 2005، وتخلي عن حراكه المعارض، وفك الارتباط مع حلفائه في التيار الإسلامي بعد لقائه برئيس المجلس الأعلى للعدالة والديمقراطية اعل ولد محمد فال.
فك ارتباط تم بموجبه تغيير اسم الحزب من "حمد" إلي "تمام"، مشاركا في الاستحقاقات التشريعية دون قطف أي نائب أو عمدة، قبل أن يقرر مساندة الحراك الداعم للانقلاب العسكري سنة 2008 الذي أنهي حكم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
شكلت تلك أبرز نقطة في مسار الحزب ورئيسه، حيث تواري الحزب عن الأنظار بعد أن قرر رئيسه تجميد هيئاته والدخول في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، قبل أن يتسلم منصب وزير الصحة في حكومة صهره مولاي ولد محمد لغظف.
لحظة كانت حاسمة في مشوار الرجل، فيها عرض بالجزائر، وشتم زعماء المعارضة كافة، ودافع عن الجيش وانقلابه، وتصرف ضمن الجماعة المحيطة بالرئيس تصرف الخالدين.
خص ولد عبد العزيز بأجمال مقالاته مدحا، ونال رفاقه في الدرب منه أسوء الشتائم.
غيرت الإقالة منطق الرجل، وبدت لغة مقالاته الجارحة تصطاد المقربين من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بل نالت هو بشكل شخصي، ضمن ماعرف محليا ب"المسار الحانوتي".
بعد اقالة مولاي ولد محمد لغظف تواري الرجل عن الأنظار، وخفت مقالاته، بل انتهت بالفعل، قبل أن يفاجئ الساحة باعلانه الصريح اعتزال الحياة السياسية، والتفرغ لأموره الشخصية.
قرار شجاع يقول أنصاره، وتصرف تمليه معطيات اللحظة الراهنة يقول متابعوه، ونقطة تحول قد يعود عنها كما عاد عن تجميد حزبه يقول خصومه ..