فضحت زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الجارية لولاية أترارزه "نفوذ" كبار معاونيه الذين طالما تحدثت عنه وسائطهم الإعلامية كضامن لولاء المقاطعة الحدودية. واظهرت شباب الولاية الثائر من أجل اسقاطه، وكأنه كان يتلقي دورات تكوينية في الثورة وكراهية الحاكم والمجتمع والعبث بمكانة الرؤساء.
لقد تواري نواب ووزراء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المنحدرين من الولاية خلف "عمائمهم البيض" من أجل مصافحة الرئيس والظهور إلي جانبه في الصور التلفزيونية، وتركوا الساحة لنشطاء "إيرا" وبعض المشاغبين من أجل اهانة الرئيس الزائر، وتكدير صفو الزيارة، والعبث بزوار المقاطعة المركزية من المقاطعات الأخري.
لقد كانت الزيارة بالأمس نقطة تحول كبيرة في تعاطي النخب السياسية ، إنها أول نقطة يلتفت فيها شخص إلي الرئيس ليقول له وبشكل مهين ليسب أباه ( " يحرق بوك")، ثم ينسحب من المشهد تاركا الحيرة والدهشة في صفوف القوات الأمنية المحيطة به.
لقد اظهرت الزيارة أن أطر الولاية "لم ينجبوا" محبين للرئيس، أو أنهم أنجبوا "ثوارا" يتقنون فن تحطيم الرموز الكبيرة كما يقول أنصار الرئيس الذين احبطوا وهم يتابعون المشهد المربك.
لقد كانت الزيارة أسوء محطة تعرض فيها الأطر للضرب والسحل في المطار بفعل قلق الأجهزة الأمنية من وقوع فوضي داخل المطار، وفيها تعرض آخرون للنشل ليلا في أزقة روصو العاكسة لمستوي التنمية بموريتانيا.
لقد شعر الرئيس بالفعل بهشاشة الدولة حينما وصفها بأنها دولة "هشاش"، واعترف بخطورة الواقع، وان حاول تحميله الأطراف الأخري مسؤولية النفخ فيه.
كما كشف العمدة سوء التسيير الذي تعاني منه وزارة الإسكان، وعجز وزارة الثقافة الذي استمر طيلة مأمورية الرئيس، وتندر البعض علي الإذاعة الرسمية وقد تشاغل أحد صحفييها بعدد النساء في الولاية ، وفرز القادرات علي الإنجاب منهن (1600 في مركز إداري واحد) كما يقول المذيع المختص في الشؤون الأسرية علي مايبدو.
لقد كانت محطة "روصو" كاشفة لمستوي الغيلان الذي تمر به البلاد، والضعف الذي يميز نخب الأغلبية الداعمة للرئيس .. فهل تكون بوابة الرئيس للمراجعة؟ أم سحر معاونيه أقوي من مشاهدة عينيه؟
موقع زهرة شنقيط