سنة سعيدة رغم الجراح والأشواك.. / سيد أحمد ولد باب

كانت بالجملة سنة سعبدة، كيف لا وقد منح الله فيها من الصحة ما نشكر، ومن الإيمان مايرتاح به الضمير، ومن جمع الشمل مايشكر عليه الخالق، ومن الرزق ما يستر الحال وتطمئن به النفس.
فيها منح الواهب أياما حلوة مع الوالدين، نتقاسم فيها لحظات الفرح بسلامة الوالد بعد كل ضعف، ونرسم قدر المستطاع البسمة على شفاه أم ضحت وصبرت وكابدت قساوة العيش لندرس ونعمل، ونؤسس لكيان جديد.

سنة فيها منح الواهب قرة عين جديدة، وأسبغ ظاهر نعمه وباطنها فى لحظات صعبة ومفصلية من عمر كيان أردناه لبنة جديدة صالحة فى مجتمع محتاج وبلد يستحق.

سنة كانت فرصة لكسب المزيد من العلاقات وتوطيد القديم منها، وتعزيز مكاتب المؤسسة والعاملين فيها، والمحافظة على حضور فى الساحة يعتريه فتور المشغول وتحديات الحياة الجمة.

سنة فيها فقدت أعزاء كثر، وأسبل الجليل نعمه على آخرين كانت وضعيتهم محل قلق وصحتهم محل اضطراب.

من أبرز الراحلين فيها من أبناء المنطقة؛

الداه ولد عبدى ولد يقل
محمد محمود ولد باب
امحمد ولد سيدى
محمد الشيخ والفزاز
أج ولد الخليفه
عالى ولد سليمان
أحبلل ولد أبي بكر
رباه رب ولد التار
عالى ولد شيخانه

سنة فقدت فيها العلاقة بأصدقاء من أعز الناس إلي، وتعثرت فيها مشاريع عمر خططت لها بهدوء، وسهرت من أجلها ليالى عديدة.
سنة أكتشفت فيها جانبا من صروف الدهر وتضارب أحوال الناس ، لكن مازادتنى الأيام إلا قناعة بما آمنت به، ولا حملت حقدا على الذين كانوا سبب ماحصل، ولالمت من أختار أن يقف فى نصف المشوار ملوحا بيديه "حانت لحظة الوداع "، ولازادنى تعقيد الأمور إلا إصرارا على الهدف الذى رسمته لحياتى، وحبا للذين أختاروا البعد، تشبثا بنهج أرى فيه خير الدنيا والآخرة، لإدراكى أن الطريق طويل وأشواكه تحتاج إلى صبر، وروية، وتخطيط، والحياة أوراق تطوى ولكن تحفظ.

سنة كانت فيها لآخرين مواقف لاتنسى، وتقدير يسمو على وشائج الأرض العادية، إنها رسائل حب وتقدير لم يمنعها فارق السن، ولا اختلاف الجهات، ولا المواقع والمواقف، من أن تظل أقوى من كل الهزات الممكنة. وهي فرصة لإرسال أسمى آيات الشكر والتقدير لكل الذين ظلوا أوفياء للحظات صداقة جمعتنا فى درب من دروب الحياة، وأخص بالذكر ؛ سيدى محمد ولد محم، والشيخ أحمد ولد أحمدات والشيخ ولد بايه وصديق العمر أحمد ولد يحي، والوزير المخنار ولد أجاي، والوزير الصديق ابن الأخت الوالد الكورى ولد عبد المولى وأيقونة قطاع التعليم العالم ولد سيداتى، ونواب حملوا هما تحملته وشاركونى حلحلة العديد من القضايا وطرحها ( عمار ولد أحمد سعيد / فاطمة بنت اعل محمود/ المختار اخليفه/ والمختار الطالب النافع) وصديق الحل والترحال أبى ولد محمد بونه.

سنة كانت فيها فرصة استثنائية للقاء سعيت إليه ووفقت فيه مع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى دون ضغط من الوقت أو تشويش، وفيه أكتشفت جانبا من شخصية رجل أردنا غيره وأختار الله لنا عكس ماكنا -غلطا- نهفو إليه.
لقاء فتح الله به أبوابا كانت مغلقة قبله ، لمنطقة عانت الكثير من الظلم والتقصير والتهميش.
سدود تمت برمجتها، ومدارس أجيزت صفقاتها، ومياه عذبة لعطاش ما كانوا يحلمون بها، وفرص عمل لبعض العاطلين من مجلس بلدى لامدير فيه، ولارئيس مصلحة، ولامستشار، لأكثر من ستين سنة !.
ومشاريع أخرى تمت برمجتها ضمن برنامج العام الجديد.

سنة سعدت فيها كثيرا بعودة العلاقات الموريتانية القطرية ، وبالمصالحة العربية، وخروج الدوحة من طوق الحصار، وفشل الانتخابات الليبية، وانكسار شوكة حفتر، وانتصار الأتراك فى معارك السلاح والإقتصاد، وصمود الشعب الصحراوى فى وجه البطش المغربى العبرى، وخسارة العثمانى وعودة ابن كيران لواجهة حزب العدالة والتنمية.
سنة كانت فيها بصمة معهد ورش تنير دياجير الظلام بآوكار ، بعد أن غرس الأخ والصديق الفاضل اسلكو ولد حيده بذر من بذور معهده الناجح، مهديا ذكرا يسمع أطراف الليل والنهار، وسكينة تحف قلوب الدارسين والسامعين.