سقوط محامي شهير

أخيرا قرر المحامي محمدن ولد إشدو الخروج من كمونه بعد شهور من آخر ملف مثير يتولاه، متهما الإسلاميين وبعض دول المنطقة العربية بقيادة العالم إلي الخراب والدمار، ومتغنيا بأمجاد بعض الظلمة وأعراب نجد.

 

ولد إشدو الكاتب اليساري الشهير، ومحامي المسيئ للرسول صلي الله عليه وسلم(ولد أمخيطير) وزع في مقال جديد له العالم إلي فسطاطين، منتقيا لنفسه مايراه متسقا مع تفكيره، ومعرضا بقوي فاعلة في الساحة العربية والإسلامية ضمن تزوير محكم للحاضر والتاريخ والمستقبل دون مبرر واضح.

 

 ولعل أعظم سقطة للرجل -الذي كتب وهو نائم - اكتشافه لدور متصاعد للدولة المركزية مصر في ظل حكامها الجدد الذي نشروا القتل والخراب- فعلا لاتزييفا - رغم محاولة العميد تحميل التيار الإسلامي وبعض داعميه أوزار السيسي ومحمد ابراهيم في سقطة غير مسبوقة من محامي كرس حياته للدفاع عن حقوق الإنسان.!

 

سخرية ولد إشدو من قطر أمر متوقع، وتعريضه بصفقاتها الضخمة وملايين الدولارات المدفوعة للمقاومة في غزة متفهمة،لكنها جرأة تخبو حينما يتعلق الأمر بصفقات الإمارات أو السعودية أو مصر مع بخل شديد علي المقاومة وكل عناوين العزة بالأمة .... طبعا لا أحد يتحداه بتناول ذلك في مقال آخر ..

 

فالأمر محسوم سلفا لصاح السكوت والخنوع!.

 

غير أن الغريب هو دفاعه عن عراق المالكي، وتحديه للقوي السنية الثائرة بقوله إن العراق لن يسقط! ضمن توزيع أدوار معروف الهدف، وكأن العراق لم يسقط يوم باعه أعراب نجد، وخذله حكام سوريا،وتولي أسيادهم تدميره .. أحترم فيه أيها العميد قدرتك علي تجاهل الواقع وتناسي التاريخ المر، والعيش في أحلامه الرغيدة بعيدا عن هموم الأمة.

 

عفوا سعادة العميد .. إن العراق سقط يوم بات هم النخبة العروبية امتداح دور طهران!

 

أما الزج بصمود غزة مع محور طائفي تقوده إيران وسوريا والعراق ولبنان فهو تزييف للتحالفات القائمة أو جهل بتطور الأوضاع في الشرق الأوسط،كما أن الزج بصمود غزة مع دور مفترض لمصر المحاصرة للقطاع إساءة سعادة العميد لك ولمن تابعوا مقالك قبل الإساءة للأطفال الذي يموتون حاليا بصواريخ تلابيب وحصار السيسي الذي تري فيه نجم المرحلة.

 

نعم غزة ترفض الهدنة في يومها العاشر رغم تخلي إيران عن دعمها، وانشغال النظام السوري وحليفه اللبناني بتصفية الثورة السورية وتشريد أبناء السنة من كافة المحافظات، نعم تواصل صمودها رغم حصار مصر المركزية ذات الدور الطلائعي سابقا حتي ولو سميته نكبة أو نكسة !!

 

تواصل صمودها طبعا .. رغم كل التقسمة الظالمة التي انتهجت في مقالك بفعل نضج المقاومة ونصاعة المنهج وشراسة مقاتلي الإخوان (عز الدين القسام) أيها العميد الثائر.

 

أما أحرار العالم فقد حسموا أمرهم فعلا رفضا للعملاء والأنظمة المستبدة والاحتلال الغاشم، والبشارة لا ينتظرونها من غير صادق مع الله والشعب والتاريخ أو منصف لمن خالفوه علي الأقل ..

 

* زهرة شنقيط

 

------------------

نص مقال ولد إشدو

يقف العالم اليوم بما فيه من عرب ومسلمين ومسيحيين مستهدفين، متفرجا على الآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الأوروبية الهمجية وهي تسحق غزة المحاصرة الصامدة جوا وبحرا وبرا وتمارس فيها جريمة إبادة جماعية وتصفية عرقية ومحرقة حقيقية للإنسان الفلسطيني على رؤوس الأشهاد دون أن يتحرك ساكن ذو بال من شأنه أن يوقف العدوان ويحق الحق! وهذه لعمري ذروة الذل والهوان، وعين نكران الحق والتجرد من الإنسانية، ومنتهى الخزي والعار.

 

فأين العرب والمسلمون والمسيحيون والأحرار من شعوب العالم الثائرة ضد العدوان وضد الاستعمار والصهيونية؟ "وين الملايين"؟

في الساحة الملتهبة اليوم يوجد اتجاهان متصارعان:

ـ اتجاه عدواني همجي يقوده العالم "الحر" الغازي وعملاؤه ويسمى اتجاه الفوضى الخلاقة أو "الربيع العربي". وقد دمر العراق ومزقه كل ممزق، وغزا سوريا المقاومة وخربها، ونشر الفوضى والدمار في السودان واليمن وليبيا والصومال ومالي ونيجيريا وزرع الفتنة والقتل في مصر.. الخ. ومن مآثر هذا الاتجاه أن إحدى دوله المحورية الصغرى التي تبرعت في الماضي لغزة بستمائة مليون دولار أبرمت صفقة أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة عشرة ملايير دولار (من يدري؟ قد تكون الصفقة لحساب المقاومة في غزة!). أما السلطان العثماني الجديد فقد ضاعف حجم تجارته مع إسرائيل أضعافا مضاعفة ثم أنذرها بأن علاقاته بها لن تعود إلى سابق عهدها الذهبي ما لم يتوقف العدوان، وسير جيوشه إلى غزة عبر سوريا! لكن بعد تحرير سوريا من اقتصادها وبشرها ومدرها وإلحاقها بالباب العالي الجديد دام عزه! هذا في حين حددت الدولة الإسلامية في العراق والشام أولوياتها وبدأت بمقاتلة من يليها من المسلمين قبل أن تفرغ لليهود! وكفى الله اليهود القتال!

ـ اتجاه المقاومة والعزة والصمود والذب عن الأرض والعرض والمعتقد والتاريخ والمصير. ومن معالمه:

أن سوريا لم تسقط ولم يسقط لبنان؛ بل صمدا وظلا قلعة للمقاومة والنصر ترفرف فوقهما راية العزة والمجد تشدها سواعد قوية وأمينة!
... ولن يسقط العراق

وتعافت مصر من كبوتها.. وها هي تسترجع دورها التاريخي شيئا فشيئا.

وما تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية شامخة كالطود الأشم ظهيرا للمقاومة والصمود.
وكذلك روسيا والصين وأحرار القارات الثلاث.

ولا تزال غزة صامدة رغم الجراح، بقوة مقاومتها البطلة المتحدة، وبدعم معسكرها الذي لن يخذلها ولن يتركها تهزم، وبعدالة قضيتها الوطنية، وباتساع وكثافة وعمق حاضنتها العربية والإسلامية والمسيحية والعالمية. وها هي لليوم العاشر من العدوان عليها ترفض هدنة لا تحقق أهداف المرحلة، وتواصل رجم جميع أنحاء إسرائيل بالصواريخ، و"حيش الدفاع" الذي لا يقهر عاجز كالخراف!  
وفي مثل هذا الوضع على علاته ورغم اختلاله، أبشركم - أيها الأحرار في العالم- أن غزة وفلسطين والمقاومة ستنتصر، وأن إسرائيل وأمريكا والغرب المتصهين وعملاؤهم  في المنطقة سوف يهزمون ويولون الدبر ويزولون.. وعد غير مكذوب!

"لقد ولى عهد الهزائم، وبدأ عهد الانتصارات"!

(*) أديب ومحام موريتاني بارز