حزب حاتم و الهمة العالية / أحمد جدو ولد الجيلاني

بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على نبيه الكريم

أحمد جدو ولد الجيلاني

حزب حاتم و الهمة العالية :

تقوم الدولة المدنية على الأحزاب السياسية التى هي التجسيد العملي للتعددية و ممارسة الديمقراطية باعتبارها أحسن الأنماط المعاصرة لحكم الشعب نفسه بنفسه .
و فى عصرنا الحالي كانت المطالبة بالحرية و الديقراطية و الحكم الرشيد على رأس المطالب الشعبية لمختلف الامم لا سيما منها دول العالم الثالث التى عانت ويلات الظلم و الاستبداد و الحرمان من ثرواتها و امتهان كرامات مواطنيها على أيدي الطغاة وبطاناتهم الفاسدة .
و لأن هذا الشعب الطيب يستحق أن ينال حظه من ثروته و حقه فى الحياة الكريمة و أن يتمتع ببحبوحة العيش التى تتمتع بها شعوب كثيرة لا تفوقه مقدرات طبيعية و لا قدرات ذهنية و لا بشرية ، كان لا بد من تضحيات و أثمان و للتضحيات رجال .
و رجال حزب حاتم جسدوا هذه الهمة العالية و دفعوا الأثمان الباهظة فلم يرضوا لشعبهم باقل مما ترضاه الشعوب الراقية لنفسها فما شروا و ما باعوا و ما هانوا و ما استكانوا و إنما ظلوا فى مقدمة المشهد دعاة للتغيير نحو الأحسن و أيا كان وضعهم فى الموالاة او المعارضة .
قد يصاب بعض الحاتميين بالإحباط عقب الانتخابات لما تبديه نتائجها من عدم التكافؤ ما بين جهود دعاة التغيير عموما و الحاتميين خصوصا ، و ما بين مستوى القبول و الاحتضان الشعبي الذي تعكسه نتائج الانتخابات .
بيد أن العتاب لا ينبغي أن يكون إلا لمن يسلبون الشعب حريته و إرادته فى الاختيار كما سلبوا خيراته .
فلا يعقل أن يقف الشعب الكريم ضد من قدموا ارواحهم على أكفهم مختارين غير مكرهين لتحريره و تحرير الدولة من الارتهان للصهيونية ،
كما لا يعقل أن يتنكر لمن نذروا انفسهم للوقوف إلى جانب المواطن البسيط حتى يكون سيد نفسه و حتى تصير الدولة خادمة له لا أن يظل موظفوها ، مدنيين كانوا او عسكريين، جبابرة يتنمرون عليه بثروته.
و لا يعقل ، باختصار، أن يقف الشعب ضد نفسه و يقدمها خالصة فى كل مرة للمفسدين بدل المصلحين .
و بالفعل ، قد يبدو الأمر لدى البعض مثالية و تفاؤلا زائدا ، كما قد يبدو بالمقاييس المادية و معاييرالمنتفعين حرمانا من ما لدى السلط من وظائف و امتيازات و حظوة ، و لكنه بالنسبة لنا استنكاف عن الفساد ، و مرابطة من اجل تلك السقوف العالية رغم. التضحيات و المتاعب الجمة .
إذا كانت النفوس عظاما
تعبت فى مرادها الأجسام
نعم ، سيبقى حزب حاتم حزبا مسؤولا و شعبيا يستقطب النخب و الأكفاء ، سيبقى حزبا وسطيا يلتزم القانون و يحمل هم المواطن البسيط .
سيبقى وفيا لهمته العالية و لن تتزعزع ثقته فى المواطن .
و الله الموفق و المعين .