تداولت المواقع الإخبارية بعض الصور لشاحنة تابعة لمفوضية الأمن الغذائي بموريتانيا أمام منزل يقول سكان العاصمة نواكشوط إنه ملك للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وإن أفراد أسرته لايزالون فيه رغم مكوثه في القصر أكثر من 10 سنوات كرئيس أو مساعد للرئيس.
مفوض الأمن الغذائي سيد أحمد ولد باب ومساعديه قرروا مد الرئيس بشاحنة محملة بالأرز والسكر واللبن المجفف وتمور السعودية وزيوت الولايات المتحدة الأمريكية، مع بداية شهر الصيام من أجل المساهمة في توفير الظروف الملائمة للشخص الأول في البلاد لتدارس تقرير المفتشية العامة للدولة عن الفساد داخل المفوضية في ظروف نفسية مقبولة!.
كرم أصيل .. وأخلاق رفيعة تلك التي عبر عنها المفوض وكبار معاونيه خلال الساعات الماضية، لقد قرروا الرد علي انذارات الرئيس ولجان تفتيشه بالتسديد، وتلويحه بالعقاب بأطنان من التمور والسكر والأرز، إنها معادن الرجال تختبر أوقات الشدة، وليس من عادة القائمين علي المفوضية – زمن الإصلاح ومكافحة الفساد- التعامل مع الشخص الأول في البلاد بمنطق "رد الصاع بالصاع"، بل التعامل بروح مدنية يرد أصحابها علي تهم الاختلاس بالهدايا والتشجيع.
يدرك نواب البرلمان كافة أن الميزانية العامة للدولة التي ناقشوها قبل نهاية دجمبر 2014 لم تمنح مفوض الأمن الغذائي سيد أحمد ولد باب صكا علي بياض، ولم يقدم في ما تداوله النواب طيلة الجلسات الطويلة بندا مخصصا لنفقات الرئيس أو أقاربه ضمن ميزانية القطاع الذي كلف بتسييره، كما أن برامج التعاون المشمولة بالرقابة الداخلية كانت صريحة في أن "الغذاء مقابل العمل" فما الذي قام به الرئيس للمفوضية من أجل استحقاق أطنان التمور والسكر؟.
ليس من الوارد أن تؤثر "هدايا" المفوض علي قناعات الرئيس، فلموريتانيا – كما يقول الحزب الحاكم- رئيس اتسم بالصرامة والشفافية ومحاربة الفساد، لكن ربما يكون الأخير تعامل مع الملف من أجل نصب شراك للمفوض ومعاونيه والتأكد من صدقية تقارير التفتيش التي نصت علي أن الجماعة تمنح من لايستحق بعضا مما لاتمتلك، وأن الشفافية تكاد تكون معدومة في القطاع، وأن أموال الفقراء تذهب في الغالب إلي الأغنياء ..
هل يمكنهم التكذيب؟
.. قطعا لا
والدليل واضح "هداياكم للرئيس من أي أبواب الإنفاق تم صرفها؟ وعلي أي أساس؟ .