إن الإنسان يحتاج إلى تغيير نفسه دائما ، باعتبارها أصلا لكل ما يصيبه من سوء ، قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. )
تغييرها من السيء إلى الحسن ، ومن الحسن إلى الأحسن ، وقد أثبتت الدراسات العلمية ، أن الإنسان إذا استمر على خلق ما ، ثلاثة أسابيع ، صار عادة له ،
وإذا زاد أسبوعا رسخت تلك العادة ، وسهل استمراره عليها ، فحري بكل منا أن يجلس مع نفسه ساعة صدق يبحث عن "سيء خصالها" و "جميل خلالها" ، فيعالج الأولى ويطور الأخرى .
ورمضان نعم العون على ذلك ، تجتمع فيه العوامل المساعدة ، من تصفيد الشياطين ، وتقوى الصيام ، ونور القيام ، وطهارة الزكاة ، والوجهة الجماعية إلى الخير ، مما يوفر إشاعة للخير وعونا عليه ، وانحسارا للشر وإدبارا عنه .
وأذكر هنا بعض الأخطاء الشائعة التي لا يكاد ينجو منها أحد ، جديرة بأن يكون رمضان فرصة تغييرها ، والتخلص منها ولكل مسلم أن يضيف إليها ما يعلم من نفسه ، مما قد يخفي على الناس ، والله به عليم..
أخطاء شائعة ؛
1. إضاعة الوقت والتسويف بالأعمال .
2. ضعف الإحسان في العبادة وإغفال جوهرها وحقيقتها مع الإتيان بشكلها وصورتها .
3. عدم غض البصر عن الحرام ، وفوات الخير المترتب على ذلك واستنارة البصيرة وزكاة النفس وطهارة القلب ، وغير ذلك من الخير المشمول بقول الله تعالى : ( ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) .
4. الخوض فيما لا يعني والاستطالة في أعراض الناس وخاص أمرهم وعامه ، مما يسيء الإسلام ويشوه إحسانه ، وفي الحديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .
5. ضعف المنافسة في الخير ، والمبادرة إلى الطاعة ، والاعتناء بأعمال البر الميسورة الموفورة بفضل الله ومنه ومن أمثلتها :
- التأخر عن تكبيرة الإحرام
- ضعف المحافظة على الرواتب والنوافل عموما مع فول الله تعالى في الحديث القدسي (ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحبتته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .
- عدم العناية بالسمت الحسن ، وكثرة الترخص وقلة الأخذ بعزائم الأمور ، مما يرقق الدين ويوهن التربية .
- تضييع نفع الناس بالميسور من فضل الزاد والظهر وكل خير.
وأذكر هنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان له فضل زاد فليعد به عاى من لا زاد له ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ،،،،، )
أسباب معينة :
1. الحرص الصادق ثم الاستعانة بالله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) .
2. تحديد مجالات التغيير والتطوير ، ووضع برنامج مناسب لذلك ، يتضمن الوقاية والعلاج.
3. صحبة أهل الخير، وملازمة البيئات الصالحة بالمرابطة في المساجد والاعتكاف فيها.
4. التقليل من خلطة الناس .
هدانا الله وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال