قائد معركة غزة في سطور

شكل قطاع غزة بفلسطين احدي أهم قلاع المقاومة في العالم، وباتت عنوان المواجهة مع المحتل الصهيوني بفعل تربعها علي عرش المواجهة مع دولة الاحتلال منذ انهيار جيوش العرب 1967.

 

وشكلت كتائب عز الدين القسام الواجهة العسكرية للحركة الإسلامية في فلسطين (حماس) منذ تكليفها سنة 1987 برفع السلاح في وجه العدو اثر اعلان الحركة الشهير بقيادة الشيخ الراحل أحمد ياسين.

 

بعد أولي بذور الخلاف بين حركة فتح وحماس، واعلان أجهزة مقربة من السلطة الفلسطينية عن ذراع عسكرية للإخوان المسلمين، كانت الأنظار تتجه إلي القائد الطلابي، والمنشد الشهير "أبو خالد" أو "محمد الضيف" باعتباره ضمن كوكبة ينظر اليها كنواة للتشكيل العسكري الذي أسند اليه ملف تأسيس جيش للمقاومة بفلسطين.

 

كان محمد الضيف قريبا من قائد الجهاز الأول عماد عقل الذي أستشهد سنة 1993 والقائد الثاني صلاح أشحاده الذي رحل يوليو 2002 في عملية عسكرية جبانة، تاركين له ثقل الأمانة مع رفيقه محي الدين الشريف قائد الكتائب في الضفة.

 

اعتقل الضيف سنة 2000 من قبل السلطة الفلسطينية كجزء من اتفاقية السلام مقابل تسليم ثلاث مناطق من القدس للراحل عرفات،غير أنه تحرر من السجن بعد الانتفاضة بعد مساعدة بعض قادة الحركة له.

 

تواري عن الأنظار الي محاولة اغتياله يوم 26 سبتمبر 2002 والذي كان يوما عصيبا علي المقاومة، لكن الهدوء عاد للشارع بعد أن أكدت الكتائب أن قائدها بخير رغم الغارات التي استهدفته والجراح التي أصيب بها.

 

كان حم الصدمة قوية،حينما تطايرت شظايا سياراته وسط القطاع، وتناثرت أطراف مساعديه بعد قصف استهدفه بصاروخ، وأتبعت بغارات متتالية من طائرات سلاح الجو،غير أن الله سلم، حيث قفز القائد العام من السيارة وتعامل مع القصف الجوي برباطة جأش أذهلت العالم ساعتها.

 

تقول بعض المصادر أن الضيف خسر احدي عينيه في العملية، لكنها خسارة لم تأثر علي نشاطه أو موقعه داخل الكتائب التي ظل ممسكا بها إلي اليوم.

 

منذ ميلاده سنة 1965 بأراض الثماني والأربعين وهو يحمل هم أمة،ولم تزده سنوات التهجير والطرد إلا اصرارا علي الهدف الذي من أجله  التحق بالحركة الإسلامية منذ تأسيس أولي خلاياها بغزة.

 

يصنف الضيف من قبل الشاباك بأنه الشخص الأول في الحركة، وبعده يأتي محمود الزهار، واسماعيل هنية وأحمد الجعبري وسعيد صيام عليهما رحمة الله.

 

من بين سبعين من قادة الإخوان في فلسطين تبدو ملامح الرجل مجهولة لغالبية الناس داخل الحركة وخارجها، باستثناء صورة التقطت له قبل بداية العمل العسكري 1987 ابان الحراك الجماهيري المحضر لإعلان حماس.

 

يعتبر الضيف من جيل التأسيس علي المستوين السياسي والعسكري، وعاصر رموز الحركة كالشيخ أحمد ياسين،ابراهيم المقادمة، وابراهيم غوشه،اسماعيل أبو شنب،جمال الخضري وجمال سليم،عبد العزيز الرنتيسي،محمود أبو هنود،محمود المبحوح،يحي عياش، وسعيد صيام، وكانوا جميعا يدينون له بالجميل، ويعتبرونه أبو الحركة بفعل جهاده وقوة شخصيه، وتمرسه في القتال، وتأسيس أعظم جيش في تاريخ العرب المعاصر.