شكوك بشأن رواية الأمن المتداولة حول تسريب الباكولوريا (خاص)

اظهرت المعلومات التي تم تداولها خلال الساعات القليلة الماضية وجود توجه لدي بعض أروقة الحكم في موريتانيا لإجهاض التحقيقات الأمنية بشكل مبكر، وتبسيط الملف الذي شكل ضربة قاضية لمصداقية الجهاز التنفيذي المشرف علي مسابقة الباكولوريا.

 

الأخبار المتداولة تقول بأن أحد الأساتذة الذين تولوا طرح الأسئلة سرق جهازه الخاص (أفلاش) وأن نجله سرب المعلومات لبعض رفاقه من القصر الجانحين، وهي رواية تبدو ضعيفة الحبك، قليلة المصداقية بحكم المعروف من القصة لدي وسائل الإعلام والمدونين.

 

فالامتحانات تم تسريبها بعد أن تحولت إلي أوراق ولم تتسرب وهي طور الإعداد أو كنص الكتروني قابل للتداول بشكل سلس، وقد ظهر في الصورة شخص أسمر وهو يمسك بورقة الأجوبة لحظة تصويرها – كما هو متداول في الواتساب- مما يعني اشتراك أكثر من شخص في عملية التسريب المحكمة، كما أن العملية تمت في مراحل لاحقة بعد سحب الأوراق وتكثيرها بدل مايتم ترويجه الآن بشأن توزيعها من جهاز"أفلاش"، وفي ظروف هادئة بحكم أنها صورت تصويرا واضحا ومن جهاز راقي، يصعب امتلاكه من طرف مراهق في سن الخامسة عشر من أبناء الأحياء الهامشية بتنسويلم في مقاطعة دار النعيم.

 

كما أن الشخص الذي تحاول بعض الجهات إلصاق التهمة به هو أستاذ للفيزياء منذ 1985 (30 سنة داخل القطاع) ومن المستبعد اطلاقا أن يتورط في قصة تسريب الباكولوريا وهو علي مشارف التقاعد من الخدمة العمومية.

 

كما أن المعلومات الأولي التي تم تداولها بشأنه نجله غير دقيقة، فهو قاصر في السنة الرابعة عشر من عمره، ويصعب عليه التورط في عملية من فعل الكبار.

 

وتلتزم الأجهزة الأمنية الصمت لحد الساعة، لكن تركيزها الزائد علي الحلقة الأضعف في الملف، قد ينتج مهزلة تحمي الجاني وتربك أصحاب القرار، وتطيح ببعض القامات العلمية التي اعتمدت عليها المصلحة طيلة العقد المنصرم في تحضير المسابقة دون أن تتسرب، رغم هشاشة المنظومة التربوية والأمنية المحكوم بها سابقا.