الحوض الشرقى : أزقة المدن ملاذ اللاعبين الوحيد (صور)
يسابق المهاجم الصاعد "سيدي ولد عبد الله" الزمن من أجل تسجيل أول أهداف فريقه قبل حلول الظلام، بينما يجتهد الحارس لتأمين شباك عبثت بها عاديات الزمن، وسط أرضية رملية تحيط بها الحجارة من كل جانب، بالضاحية الجنوبية لمدينة أمرج (كبرى عواصم القرار السياسى بالشرق الموريتانى).
المدينة التى ينحدر منها أحد أشهر الوزراء الأول الذين عادوا للمنصب مرتين ، وكانت بوابة خزان انتخابى هو الأهم فى الشرق عموما (أمرج – عدل بكرو)، وفيها حصد الرئيس الحالى محمد ولد الشيخ الغزوانى أرفع نسبة تصويت بموريتانيا على الإطلاق سنة 2019، لاتزال بعض أزقتها الرملية الملاذ الوحيد للشباب الطامح لتعزيز حضوره بالمجال الرياضى، أو الإنشغال بكرة القدم عن مسلكيات عصفت بالعديد من أقرانه المدن الداخلية، بفعل حياة المديمة المتخمة بالتحديات، والمخاطر العابرة للحدود من إدمان على الخمور و المخدرات، أو تشكيل عصابات جريمة بات فتكها بالسكينة الداخلية أبرز تواجهه تواجهه الأسلاك الأمنية والعسكرية على حد سواء.
قبل فترة وجهت الحكومة ببناء ملعب بمقاطعة أمرج، لكنها مثل العديد من الملاعب التى صممت على مقاس المقاولين، لا أولويات المستفيدين، حيث لايزال يراوح مكانه دون أن يتم استغلاله، بينما تشى صوره الحالية بما آلت إليه العديد من القطاعات الحكومية من ترهل وفساد وضعف للمتابعة، والتعامل مع المقاول على حساب الجهة المستفيدة، إن الملعب الذى تحول إلى خراب ولما تلعب به مباراة واحدة منذ تأسيسه.
يقول شباب المدينة إن الموقع الذى أختير له من الأساس موقع غلط، لقد تم انتقاء الضاحية الجنوبية (خارج المدينة لتكون المكان المناسب للملعب المفترض، فى منطقة لايوجد فيها نقل جماعى.
كما أن أرضيته غير صالحة للعب، لقد تحول إلى مكب للقمامة، وميدان تأخذ فيها الأشجار راحتها فى النمو، بحكم أرضه الخصبة (شمشامه) ، إنه إلى المزارع أقرب منه إلي ملاعب كرة القدم، إذ لاوجود لمياه صالحة للشرب، ولا إنارة بالطاقة الشمسية على أقل تقدير، ولاتأمين (بلا حراس) وخارج أسوار المدينة، وهو ماحوله من منشأة رياضية إلى كتلة من الأسمنت والحديد تم منحها لأحد النافذين من أجل الإستفادة، وتم قطع الصلة بها من طرف القطاع الوصى، أما الجمهور فلم تصمم أصلا لخدمته، وبات حاله اليوم يغنى عن سؤال القائمين عليه (التجهيز أو الثقافة)، بينما يواصل جمهور الكرة التنقل من حائط مهجور إلى زقاق رملى، كلما سنحت الفرصة للعب كرة القدم، والمحافظة على حضور ولو رمزى لأندية رياضية لم تجد الأرضية الكافية للنهوض بكرة القدم فى الداخل.
ممقاطعة أمرج ليست مجرد حالة معزولة، بل ذلك هو واقع الرياضة فى مجمل المقاطعات والمراكز الإدارية بالولاية، بل إن بعض المناطق فشل شبابها فى الحصول على قطعة أرضية واحدة للعب فيها، كما هو حال تمبدغه واعوينات أزبل، فى ظل جشع بعض الملاك التقليديين للقطع الأرضية، وضعف الإدارة المحلية، وغياب أي اهتمام بالرياضة فى تلك المناطق، من قبل القائمين على قطاع الثقافة والشباب والرياضة، رغم الدعاية الكبيرة والحضور الطاغى فى الإعلام.
مقاطعة أمرج/ الحوض الشرقى
زهرة شنقيط
تابعونا