بير ولد سيدي بيه: مجلس بلدى مع وقف التنفيذ (صور)

لم يظهر وجه السفير الموريتانى بتركيا الشيخ أحمد البكاي ولد سيدي بيه ضمن الأوجه التى أختارها الوالى السابق الشيخ ولد عبد الله، فى تقريره خلال فرزه لرموز الولاية والفاعلين فيها، رغم المناصب القيادية التى شغلها الرجل، وفوز شقيقه الشيخ التراد ولد سيدي بيه ببلدية أم آفنادش لأكثر من دورة، عاصر فيها خمسة رؤساء وهو يدير أكبر مجلس محلى بالمقاطعة المركزية (النعمة).


 

غير أن الرجل الذى تولى عدة مناصب قيادية بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، والحزب الجمهورى قبله، مع تمثيله للبلاد بعدد من الدول الوازنة ( السعودية وتركيا وقطر وأنغولا وأسبانيا والمغرب) أختار أن تكون قريته الوادعة بالشرق الموريتانى، احدى قلاع التنمية والتأثير.

 

لاينفرد السفير سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه بالتأثير فى بلدية أم آفنادش، ففيها عدد من رموز المجتمع الذى ينتمى إليه، وبعضهم صاحب تأثير عابر للمقاطعة (رئيس سلطة التنظيم الشيخ أحمد ولد أحمدات)، والبعض الآخر فاز بشرف تمثيل المقاطعة لثلاث دورات برلمانية متتالية (النائب فاطمة بنت الجيد)، والبعض يمثلها الآن بالجمعية الوطنية ولديه تأثير قوى فى أم آفنادش وأكوينيت (النائب البكاي ولد الخو)، لكنه كان صاحب النصيب الأكبر من التجاهل أو الإساءة التى أختار تقرير الداخلية أن يرسمها لعدد من أطر الولاية والفاعلين فيها، حيث حذفه نهائيا من التداول، رغم الحضور القوى فى الساحة المحلية وجلب المشاريع لها، والحضور القوى فى كل المهرجانات والإستقبالات والحملات الشعبية بالنعمة.

 

أختار السفير سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه تأسيس قرية حملت اسمه (بير ولد سيدي بيه) ، وهي من قرى "أم آفنادش " الشهيرة، وبها رست أغلب المشاريع المستجلبة للمقاطعة، وباتت فى نظر البعض بلدية جاهزة مع وقف التنفيذ، فى ظل الحديث عن التقطيع الإداري، وإمكانية استفادة أم آفنادش من وضع مقاطعة، مع استحداث مجالس محلية بها، وقد زاد عدد سكانها على 30 ألف نسمة على أقل تقدير.

 

يحتضن "بير ولد سيدي بيه" ثلاث شبكات مياه، واحدة لسقاية السكان، وأخرى للمشاريع الزراعية، والثالثة لواحة من النخيل قيد الإنجاز عند الأطراف الشمالية للقرية، وبها شبكة اتصالات موريتل، وسوق أسبوعي، ونقطتين صحيتين (واحدة قديمة وأخرى جديدة) وطبيب مقيم بها منذ 12 سنة، ومزرعة للدواجن، وثلاث مزارع للخضروات، ومدرسة مكتملة، ومشروعين لتثبيت الرمال (شمال وغرب القرية)، وسد زراعى، ومحميتين، وبئر تقلدي تم تجهيزه بالطاقة الشمسية وآخر تم تخصيصه للماشية وضيوف القرية من البدو الرحل، وبها مسجد ومحظرة ومكتبة وسكن للإمام .

 

يقول عمدة البلدية الشيخ التراد ولد سيدي بيه إن بلديته تحتضن 26 شبكة مياه، بينها 16 شبكة جلبها السفير سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه، وإنه كان وراء جلب النقطة الصحية الحديثة لبعض القرى المجاورة (جكرات 2)، وهنالك عدة مشاريع مائية جلبها لبعض السكان بمنطقة الباطن (غرب ولاته)، من أجل تثبيتهم فى أماكنهم الأصلية، مع اهتمامه بالعديد من القرى التى تربطه بها علاقات اجتماعية أو تحالفات محلية فى بلدية بوكادوم.

 

لا يشارك السفير السابق سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه فى الإنتخابات المحلية ولاينافس فيها، لكنه ضمن تحالف عريض ببلدية أم آفنادش يفوز ويخسر، ضمن معادلة داخلية ترسمها الأطراف الوازنة فى المجتمع الذى ينتمي إليه، ولم يتقلد أي منصب وزارى منذ تأسيس الدولة، لكنه نشط بالسلك الدبلوماسى، وبه أستقر منذ تعيينه قنصلا بالدار البيضاء نهاية حكم العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.

 

يستغرب أنصاره وبعض أقاربه من تجاهل الداخلية له، ولايخفون الفرحة بنفي الحكومة لصحة التقرير، ويعتقدون أن تجاهله من بين مجمل رموز الولاية كانت إساءة مقصودة من الوالى السابق الشيخ ولد عبد الله، لكنهم يعتقدون أن الضجة التى أثارها التقرير كانت كافية لفضح المعطيات غير الدقيقة واللعبة التى أراد رسمها للولاية بشكل غريب.