نجت موريتانيا من شراك السراليون بأعجوبة في المباراة التى جمعتها البارحة بالملعب الأولمبي بنواكشوط، رغم السيطرة المطلقة للتشكلة المحلية على كامل المباراة، لولا تدخل المدرب غير الموفق في ثلث الوقت الأخير.
بدت موريتانيا واثقة من نفسها، وسجل ابن "الكونكورد" الساعى للاحتراف في اسبانيا "عالي أعبيد" هدف المباراة الأول من ضربة حرة فى الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، مشعلا المدرجات، ومنذرا التشكلة المنافسة بقوة الخصم الذي تحاربه على أرضه وأمام جماهيره.
وحاول أفيال السراليون الإفلات أكثر من مرة من راقابة المنتخب الموريتاني عبر مرتدات خطيرة، لكن رجل المباراة الأول "آبو سي" (6) كان صخرة الدفاع التى تحطمت على أعتابها أحلام السراليون، وأظهر لياقة بدنية عالية، وحضور ذهنى فرض على الجمهور الوقوف له أكثر من مرة،رغم قوة التشكلة الضاربة التى زج بها مدرب الكونكورد بقيادة المهاجم "آبي كاني" (5) والبديل الخطير "كابيري منساري" (12) الذى كانت قامته الطويلة أبرز تحدى واجهة قلب دفاع المنتخب الوطنى،مع مساحات خطيرة صنعها متوسط ميدان السراليون "هاباكر منساري" (8) الذى دخل بديلا هو الآخر فى الشوط الثانى من اللقاء.
الحظ ابتسم قبل نهاية الشوط الأول للتشكلة المحلية، حينما تحصل المهاجم "بوبكر ابيقيلي" (10) على ضربة جزاء نفذها بتقان متوسط الميدان المتألق في اللقاء " محمد تقي الله الدن" (17) الذي حاول الخصم استهدافه أكثر من مرة، كانت أخطرها في الدقيقة 17 من اللقاء، حينما تعرض لركلة قوية من اللاعب "قوام كير" (7) الذي تحصل على أول انذار في اللقاء.
سيطرة المنتخب الموريتاني، وتماسك لاعبيه، تعرض لضربة قوية من المدرب "مارتينز" الذي أجري تغييرين قتلا المباراة، ودفعا بالسراليون إلي استعادة زمام المبادرة، وتقليص الفارق من ضربة مباغتة للحارس سليمان جلو، بل كادوا يخطفون التعادل بعد أن أحكموا سيطرتهم في الدقائق الأخيرة علي اللقاء، وسط حالة من الصدمة عمت مدرجات الملعب الأولمبي.
المدرب الذي أظهر ضعف تجربته في ثاني لقاء رسمي يجريه، سحب متوسط الميدان تقي الله الدن (17)، وادخل اللاعب يعقوب دينا (15) الذى ظل خارج اللقاء إلي غاية صفارة الحكم، كما قام بسحب المهاجم "ابيقيلي" (10) وادخل "سي عبد الرحمن" (9)، حيث تحررت تشكلة "السراليون" من مهاجم سريع كان يشكل تهديدا جديا لها، وبدت راغبة في فرض التعادل مما يعطيها الأفضلية في لقاء الإياب المقرر بعد أسبوع، وحينما أحس المدرب "مارتنيز" بالغرق يقترب منه دفع المدافع المتميز " واد محمد" (3) لإنقاذ الموقف الصعب.
لكن الحكم المالى كان رحيما بالموريتانيين، واطلق صفارة النهاية، معطيا التشكلة المحلية فرصة للمحافظة على فوزها الثمين، والمدرب فرصة لتصحيح أخطائه والتعامل بحذر مع المباريات الرسمية ، بدل الخضوع لضغط شارع معين يحاول فرض أجندته الخاصة على مجريات اللعب، وتدمير أحلام الموريتانيين رغم الإعداد والجاهزية التي ظهر بها المنتخب.