معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يختتم سنته الدراسية ويستعرض أبرز منجزاته (صور)

اختتم معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونشر العلوم الإسلامي السنة الدراسية 2021-2022، أمس الأحد بمقر المعهد في نواكشوط.

وقال مدير المعهد المساعد الكوري ولد عبد البركه، خلال حفل تكريم المتفوقين الذي أقيم بالمناسبة، إن هذه السنة العامرة تمثل خاتمة ربع قرن من مسيرة المعهد وعمله الدؤوب، تلك المسيرة التي انطلقت عمليا عام 1997، في ظروف صعبة وزمن غير موات، ووسائل شبه معدومة.

وأضاف ولد عبد الربكه " إنه لمن دواعي السرور أن يلتئم هذا الجمع في ختام سنة دراسية مليئة بالعطاء عاطرة بالقرآن، فواحة الشذى بمعارف الضاد وعلوم القرآن الكريم، ومختلف المعارف العصرية الرامية إلى صياغة شخصية مسلمة متعلمة، منطلقة من هويتها الإسلامية ومعينها الحضاري، منفتحة على العصر، آخذة بأسباب التقدم ".

واستعرض ولد عبد البركه تاريخ المعهد وأهم منجزاته قائلا: " انطلق المعهد بقسم واحد يضم (6) ستة طلاب لا أكثر، ثم لم يزل يشق قتام الصعاب بعزم وتوكل وإيمان حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من انتشار وتمدد وفعالية وتأثير وخدمة مشهودة للقرآن الكريم ولغته العربية، وإن المعهد ليفخر اليوم بتلك الحصيلة التي تصل إلى تخريج عشرات الآلاف من الطلاب، وما يزيد على 1000 حافظ لكتاب الله تعالى، من بينهم أكثر من 50 فتاة في آدوابة ولكصور، إضافة إلى أكثر من 50 طالبا في مؤسسات التعليم العالي، هذا مع انتشار مقدر في ولايتي الترارزة والبراكنة وحضور في ولايتي كوركول والحوض الغربي ...
ويشع هذا العطاء العلمي في مجال جغرافي يمتد من قرية ازيره بمقاطعة كرمسين في اترارزة إلى تجمع قرى آشويف في مقاطعة اطويل بالحوض الغربي ".

وهذا نص الكلمة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونشر العلوم الإسلامية إدارة ومدرسين وطلابا وعمالا، أرحب بكم جميعا كل باسمه وجميل وسمه.
أيها الجمع الكريم:
إنه لمن دواعي السرور أن يلتئم هذا الجمع في ختام سنة دراسية مليئة بالعطاء عاطرة بالقرآن، فواحة الشذى بمعارف الضاد وعلوم القرآن الكريم، ومختلف المعارف العصرية الرامية إلى صياغة شخصية مسلمة متعلمة، منطلقة من هويتها الإسلامية ومعينها الحضاري، منفتحة على العصر، آخذة بأسباب التقدم.
إن هذه السنة العامرة تمثل خاتمة ربع قرن من مسيرة المعهد وعمله الدؤوب، تلك المسيرة التي انطلقت عمليا عام 1997، في ظروف صعبة وزمن غير موات، ووسائل شبه معدومة.
أقول انطلق المعهد بقسم واحد يضم (6) ستة طلاب لا أكثر، ثم لم يزل يشق قتام الصعاب بعزم وتوكل وإيمان حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من انتشار وتمدد وفعالية وتأثير وخدمة مشهودة للقرآن الكريم ولغته العربية، وإن المعهد ليفخر اليوم بتلك الحصيلة التي تصل إلى تخريج عشرات الآلاف من الطلاب، وما يزيد على 1000 حافظ لكتاب الله تعالى، من بينهم أكثر من 50 فتاة في آدوابة ولكصور، إضافة إلى أكثر من 50 طالبا في مؤسسات التعليم العالي، هذا مع انتشار مقدر في ولايتي الترارزة والبراكنة وحضور في ولايتي كوركول والحوض الغربي ...
ويشع هذا العطاء العلمي في مجال جغرافي يمتد من قرية ازيره بمقاطعة كرمسين في اترارزة إلى تجمع قرى آشويف في مقاطعة اطويل بالحوض الغربي.
وما كان هذا العمل ليصل إلى ما هو عليه الآن إلا بتوفيق من الله تعالى الذي يسر وأعان وسدد ووفق، ثم بصدق وإخلاص وتضحية أساتذة وعمال المعهد ومجلسيه الإداري والتربوي وإدارته التنفيذية، وتعاون السلطات والوكلاء والمجتمع والمحسنين الداعمين له.
وإنها لمناسبة عظيمة لتجديد الشكر والثناء الأتمين الأكملين لله تعالى، ثم تهنئة الطواقم التعليمية والإدارية التي تعاقبت على المعهد، والشكر موصول للإدارات والإداريين وكافة المحسنين الذين تعاونوا مع المعهد وقدروا رسالته وجهده، ولكل من أدى دورا في المعهد أو قدم له خدمة، والشفاء والحفظ لمشايخه، والرحمة والغفران لإخوتنا الذين شاركوا في هذا العمل حتى توفاهم الله مقبلين غير مدبرين رحمهم الله تعالى وأسكنهم جنات النعيم.
أيها الحضور الكريم
لقد جاءت فكرة المعهد لتؤسس لعمل استراتيجي في مجال الأخوة والانسجام الاجتماعي، بمبادرة من مجموعة من الأساتذة والمعلمين الذين ساءهم أن تذهب ريح الوحدة الوطنية سدى، وأن تضعف الأواصر التي بناها الإسلام والرحم والجوار والتاريخ بين أبناء هذا الشعب الأبي الذي ظل سدا منيعا في وجه الطامعين، فلبوا نداء لغة القرآن وصبروا على الطريق حتى أصبح المعهد اليوم منارة عطاء وإشعاع علم وصرحا شامخا يعمل بجد وتؤدة؛ يبني ويعزز أواصر الأخوة والوئام بين مكونات هذا المجتمع المسلم وعلى أديم هذا الوطن الغالي.
ويعمل المعهد اليوم وفق مسار تكاملي بين المحظرة والمدرسة؛
تعليم نظامي يشمل ثلاثة فروع في نواكشوط وروصو وبوكي، وينتظم فيه أكثر من 2000 طالب، يتخرج طلاب الفصول النظامية بمستوى الباكلوريا الأصلية وهم مؤهلون لخوض غمار المسابقات الوطنية والالتحاق بالتعليم الجامعي.
تعليم محظري يناهز عدد طلابه 3000 طالب، ويتخرجون منه حفاظا مجازين يحملون رصيدا معتبرا من علوم المحظرة الأصيلة يؤهلهم أن يكونوا أئمة ودعاة ومرشدين.
أيها الحضور الكريم
أجدد الترحيب بكم في معهدكم، وبين آبائكم وأخوتكم وأبنائكم، وأبارك لأبنائي الطلاب مسيرتهم الطيبة والمظفرة إن شاء الله التي كان ختامها مسك نجاح باهر، سيضيئ لهم طريق الحياة بأنوار القرآن الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته