تميزت السنوات الثلاثة التي مرت من مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بالكثير من الدروس والعبر المستخلصة مما تعرض له العالم في بداية السنة الاولى من المأمورية من تفشي جائحة كوفيد 19.
لقد واجه النظام هذه الكارثة في ظروف وطنية صعبة اقتصاديا وصحيا واجتماعيا بعد عشر سنوات من نهب خيراته ، وزاد من الصعوبة تفاقم الأوضاع العالمية، حيث غلقت الحدود واصبح التباعد مفروضا جغرافيا على الدول كما هو اجراء احترازي على الافراد ..
ولئن كان الوضع الصحي في العالم المتقدم بلغ درجة من التعقيد لم يسبق لها مثيل ، فما بالك ببلد كبلدنا الذي وصلت اليه الجائحة في مارس 2020 ولم يكن يتوفر الا على 12 سرير لإنعاش المحتاجين للاوكسجين وقليل من اطبائنا من لديه خبرة في محاربة هذا المرض الجديد على البشرية .
فمن نافلة القول التذكير بالوقفة الشجاعة التي وقفها النظام بجيشه وأطبائه وصحافته للتقليل من الخسائر البشرية التي نشاهدها يوميا في العالم من حولنا.
ففي السنة الاولى من هذه الجائحة سخرت الحكومة كل الوسائل المادية والبشرية للوقوف في وجه كورونا الذي انتصرت عليها حكومتنا وشعبنا بفضل الله والهبة الوطنية المتمثلة اساسا في تجاوب المواطن مع تعليمات وزارة الصحة في اتخاذ تلك الاجراءات الاحترازية..
لا شك أن السنة الأولى من المأمورية أبان فيها النظام عن القدرة الكاملة في محاربة الجائحة والتصدي لخطرها مما جعل الدروس المستخلصة منها ايجابية وواضحة للعيان مقارنة مع ما خلفته الجائحة من خسائر بشرية في محيطنا الاقليمي والدولي .
ومع ذلك فلم تهمل الحكومة العمل على جبهة انجاز المشاريع الاقتصادية للتخفيف من معاناة المواطن الذي فرضت عليه الجائحة نمطا جديدا من الحياة اكثر تعقيدا مما كان يعيش فيه قبلها من حظر للتجول ووقف للانشطة الاقتصادية التي يوفر منها قوته اليومي الذي قامت الحكومة بمؤازته في التصدي لوضعه المعيشي بتوزيع المساعدات المجانية وفتح صندوق كورونا الذي لعب دورا بارزا في مواجهة تلك المرحلة ، اضافة الى الدور الذي لعبته مندوبية " تآزر" والذي وجه اساسا للفئات الهشة .
وغني عن القول بأن الحكومة بتعليمات من رئيس الجمهورية وضعت خططا وبرامج لتسريع وتيرة انجاز المشاريع ، مركزة على توفير الأمن الغذائي الذي اصبح خيارا إلزاميا على شعوب العالم .
فكانت حملة الزراعة التي اطلقها فخامة رئيس الجمهورية من روصو بداية استغلال فعلي من القطاعين العام والخاص لهذه الاراضي المستصلحة من طرف الدولة ..
مما لاشك فيه ان السنوات التي انقضت من زمن المأمورية كانت حافلة بالدروس والعبر التي تثبت ان النظام حقق الكثير من المكاسب والانجازات رغم ما واجهه من تحديات بعضها خارج عن الإرادة البشرية، وبعضها بسبب انعكاسات الجائحة التي ارهقت العالم اقتصاديا واجتماعيا وامنيا ، وما الحرب التي تدور رحاها بين الروس واكرانيا إلا حلقة من حلقات هذه الازمات التي تزيد أوضاع شعوب العالم تعقيدا يوما بعد آخر...